الصين مصنّع العالم وليس سهل الاستغناء عنها كدولة مصنعة، ودائماً هناك عقبات ومشاكل تجعل الأمر صعبا على شركات التقنية وخاصة آبل في قرار تقليل الاعتماد على العملاق الصيني. لكن قامت آبل بالفعل بهذه الخطوة ونقلت جزءاً من خطوط إنتاج أجهزة الآي-فون الجديدة إلى الهند في تغيير واضح وصريح لإستراتيجية آبل التصنيعية ورغبتها في عدم وضع البيض كله في سلة واحدة.
آبل والهند
قال متحدث باسم آبل أن الشركة متحمسة لتصنيع آي-فون 14 في الهند وكانت آبل قد بدأت في تجميع أجهزة الآي-فون الخاصة بها في الهند منذ عام 2017، ولكن حتى هذا العام، كانت الشركة تعتمد على الهند لتصنيع الطرز الأقدم من الآي-فون أما أحدث الطرز فكانت يتم تصنيعها في الصين.
وفي العادة، يبدأ شركاء آبل في تصنيع أجهزة الآي-فون الخاصة بها في الهند بعد ستة إلى تسعة أشهر من بدء الإنتاج في الصين، حيث تحتاج شركات التصنيع في الهند إلى المزيد من الوقت لتأمين وشحن المكونات اللازمة وخاصة أن سلسلة التوريد الخاصة بهم لا تعمل بنفس كفاءة سلسلة التوريد في الصين، علاوة على ذلك، غالبا ما تتطلب عملية تصنيع الآي-فون إلى التنسيق بين مئات الموردين والسياسات الصارمة التي تفرضها آبل من حيث الجودة والدقة.
ومع ذلك، يبدو أن كل تلك العقبات تتلاشى تدريجيا ويتوقع أن يتم تصنيع وإنتاج أجهزة الآي-فون الجديدة الفترة القادمة في كل من الصين والهند في نفس الوقت، وهذا سوف يساعد على تنويع سلسلة التوريد لآبل وإنتاج العديد من أجهزة الآي-فون بشكل سريع.
تقليل الاعتماد على الصين
ولعل رغبة آبل في استخدام الهند لتصنيع أجهزتها يرجع إلى محاولتها تقليل الاعتماد على العملاق الصيني بسبب الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين والتي يمكنها أن تُعرّض آبل لمخاطر بسبب القرارات التي يتم اتخاذها من قبل الحكومتين إلى جانب مشاكل الإمداد وعمليات الإغلاق بسبب جائحة كورونا التي أدت إلى تعطيل النشاط الاقتصادي.
كما أن الحكومة الهندية وفرت مناخاً مناسباً لجذب شركات التقنية وهذا يشمل برنامج حوافز وامتيازات إلى جانب تقليص نسبة الضرائب على تلك الشركات، ولا ننسى أنها ثاني أكبر سوق بعد الصين وهناك وفرة في العمالة بسعر زهيد.
وتخطط آبل إلى نقل 5% من إنتاج آي-فون 14 بنهاية هذا العام من الصين إلى الهند مع توسيع القدرة التصنيعية وزيادة الإنتاج إلى 25% من جميع أجهزة الآي-فون بحلول عام 2025.
أخيرا، تستحوذ آبل على حصة صغيرة من السوق الهندية ولهذا قررت الدخول بقوة وإطلاق أول متجر لها في البلاد قريبا على أمل زيادة حصتها حيث ينافسها شركات مثل سامسونج التي أنشأت أحد أكبر مصانعها هناك كما أن شاومي الصينية التي تهيمن على السوق الهندي حاليا بالإضافة إلى أوبو وفيفو و ون بلس، يقومون بتجميع عددا من هواتفهم الذكية في الهند وحتى جوجل تعتزم نقل بعض خطوط إنتاجها من هواتف بيكسل وتصنيعها في الهند.