قطعت الهواتف الذكية شوطاً طويلاً على مدار العقد الماضي، وقد تطورت إلى درجة لا يزال حتى الطراز البالغ من العمر عامين مناسب لمعظم الناس. وهنا يأتي السؤال؛ هل نحتاج حقاً لترقية الجهاز كل عام؟
ترقيات بسيطة
في الأيام الأولى للهواتف الذكية، شهدنا ترقيات كبيرة للميزات عاماً بعد عام، شاشات أكبر بدقة عالية وترقيات للكاميرا وتحسينات ملحوظة في الأداء وزيادة سعة البطارية، بينما الآن، الوضع قد تغير ومع أن الهواتف الذكية لاتزال تحصل على ميزات جديدة ولكن تلك الميزات والتحسينات أصبحت طفيفة وبسيطة وليست ثورية كما كان يحدث سابقا ولهذا إذا قمت بشراء آي-فون 11 وقارنته بآي-فون 12، لن تلاحظ في الغالب فروقات كبيرة في الاستخدام اليومي التقليدي.
على سبيل المثال، تلتقط معظم الهواتف الذكية المتوسطة إلى المتطورة اليوم صوراً جيدة. ولكي تلاحظ الاختلافات بين كاميرا الهاتف الرائد والكاميرا الهاتف المتوسط فأنت بحاجة إلى ملاحظة قوية وكذلك أن تكون محترف في التصوير لتستفيد من إمكانيات الكاميرا القوية في هاتفك الرائد. يبدو أن أجهزة الهاتف الذكي قد تقدمت لدرجة أن أي تغييرات يضيفها المصنعون تبدو طفيفة وبسيطة ولا تُحدث الفارق الكبير.
أيضا، من الجيد امتلاك التقنيات اللاسلكية المتطورة مثل 5G و Wi-Fi 6 على الهواتف الذكية، لكنها ليست ضرورة. بالطبع ستلاحظ ارتفاعاً في السرعة إذا أجريت اختبار سرعة ولكن في السيناريوهات العملية والحياة العادية مثل مشاهدة مقطع فيديو، قد تواجه صعوبة في ملاحظة أي تحسينات أو فروقات بين 5G و LTE.
بطارية تدوم لسنوات
من المعروف أن بطاريات الليثيوم أيون المستخدمة في الهواتف الذكية تتدهور بمرور الوقت، لكن هذا لا يعني أنه يتعين عليك تغيير هاتفك لمجرد أن عمره عام. ففي الغالبية العظمى من الحالات، ستعمل بطارية هاتفك الذكي على المستوى الأمثل لمدة عامين على الأقل منذ الشراء. وإذا لم يحدث ذلك، فقد تحتاج إلى تغيير أسلوبك في شحن جهازك.
المفاجأة أن هواتف الفئة المتوسطة أصبحت تضم بطاريات أكبر بكثير من الفئة العليا؛ ترى كم هاتف فئة عليا يأتي ببطارية 5000 مللي أمبير؟ كم يأتي ب 6 آلاف. هواتف الفئة العليا توفر تصميم عالي الجودة وبالتالي تحتاج لأن تكون نحيفة وببطارية صغيرة؛ ويتم تعويض ذلك بتقديم تقنيات شحن أسرع بكثير من الموجودة في الفئة المتوسطة. أي باختصار أصبحت هواتف الفئة العليا تقدم شعار “بطارية أقل لكنها تشحن بسرعة”.
تحديثات النظام
إذا اشتريت هاتفاً ذكياً متطوراً، فمن المحتمل أن يتلقى جهازك تحديثات البرامج لمدة عامين على الأقل. عندما يتعلق الأمر بالهواتف الذكية التي تعمل بنظام الأندرويد. وقد يزيد لـ 3 أعوام في بعض الشركات. أما أبل فهواتفها تحصل على 5 أو 6 سنوات من التحديثات. وحالياً نجد أن الآي فون 6s الذي تم طرحه في عام 2015 مع نظام iOS 9، بالرغم من مرور 6 سنوات على إطلاقه، فهو يدعم نظام التشغيل الجديد iOS 15.
وبالتالي، إذا كنت تُخطط لترقية هاتفك الذكي للحصول على بعض ميزات النظام الجديد، ضع في اعتبارك أنه من المحتمل أن يتلقى هاتفك الحالي نفس الميزات عند التحديث. لست بحاجة إلى شراء أحدث وأروع طراز في كل مرة يتم فيها إصدار نظام جديد من الأندرويد أو iOS. وبالطبع الهاتف الأحدث سوف يحصل على كل المزايا الجديدة لكن في النهاية هاتفك سوف يحصل على عدد لا بأس به من المزايا
قيمة مقابل سعر
هل تتذكر الأيام التي بيعت فيها الهواتف الذكية الرائدة مقابل 600 إلى 700 دولار، انساها! لأن تلك الأيام قد ولت وخلال السنوات القليلة الماضية، ارتفعت أسعار الهواتف الذكية، على الرغم من كل الترقيات المتزايدة. الآن، هناك فئة جديدة كاملة من الهواتف الذكية فائقة الجودة والتي تزيد تكلفتها عن 1000 دولار ويصنف المصنعون هذه الهواتف على أنها الهواتف الرائدة (الفلاجشيب).
لوضع الأمور في نصابها الصحيح، كان سعر آي-فون 6s، وهو أحدث هواتف أبل في ذلك الوقت، يبلغ 749 دولارا أمريكيا، والآن بعد سبع سنوات وبنفس السعر تقريباً، يمكنك فقط شراء آي-فون 12 ميني وهو الطراز الأقل تكلفة في تشكيلة آي-فون 12، وللحصول على أفضل عروض أبل اليوم، ستحتاج إلى دفع 1099 دولارا لشراء آي-فون 12 برو ماكس مع مساحة التخزين الأساسية.
اسأل نفسك عما إذا كان الأمر يستحق إنفاق مبلغ كبير كل عام على هاتف ذكي جديد عندما يكون كل ما تحصل عليه هو ترقيات بسيطة للأجهزة ربما لن تلاحظها عند الاستخدام العملي، ولهذا، إذا كنت تمتلك بالفعل طرازا متطورا في العام الماضي، فأنت بخير لمدة عام آخر على الأقل.
أخيرا، بغض النظر عن الهاتف الذكي الذي تشتريه، فإن الطريقة التي يُعلن بها المصنعون عن منتجاتهم ستجعلك تشعر بأن هاتفك الذكي القديم قد عفا عليه الزمن بالفعل. ومع ذلك، الغالبية العظمى من الهواتف لا تحتاج إلى الترقية وغالبا ما تجعلك الشركات ترغب في القيام بذلك من خلال عملية التسويق القوية التي تقوم بها وأود أن أوضح بأن ترقية الهواتف الذكية بشكل سنوي ما هي إلا رفاهية وليست حاجة ضرورية.