العلامة التجارية الأقوى عالمياً بسبب التضخم في الأرباح المكتسبة للشركة العملاقة. لكن هل ستبقى أبل قائمة على منهجها الربحي والسيولة المالية الوفيرة؟ هل ستظل الشركة تحقق مبيعات تاريخية أم أننا سنرى تراجع في المستوى العام للشركة؟
اتبعت شركة أبل استراتيجية مميزة منذ عهد المؤسس الراحل ستيف جوبز الذي بدأ عصر النهضة التقنية وذلك بتقديم أفكار جريئة والعمل عليها وطرحها بالسوق وبالفعل قامت بتغيير مفهوم عصرنا التقني الحديث. لكن لاشك أن هناك تغييرات واضحة طرأت على الشركة بعد تولي تيم كوك زمام الأمور لأبل، فالسياسة المنهجية التي اتبعها ستيف جوبز لسنوات طويلة، تم العمل على تغييرها والحد منها للتنافس ودخول طور التقنية.
1 – مواكبة العصر والاستماع للعملاء
هاتف محمول صغير أفضل لراحة اليد، والذي دعم ذلك ستيف جوبز بقوله “نسعى لراحة المستخدم في التعامل مع جهازه ولانرى أي حاجة لتكبير حجم هوتفنا” قد تغير هذا المفهوم مع الإدارة الجديدة، بعد إطلاق آي فون 6 وآي فون 6 بلس، والذي استلقى احسان و إعجاب واسع من عملاء الشركة. قامت الشركة بالدراسة بعمق أكثر للمستهلك فقامو بتغيير المنهج بشكل كلي ليواكبو العصر التقني ويستطيعو المنافسة على المدى البعيد، وهذا ما نستدله عندما نعلم أن مبيعات الآي فون 6 و 6 بلس كانت الأعلى وذلك بعد أن كانت قد أعلنت مسبقا أنها باعت 4 ملايين نسخة خلال أول 24 ساعة على إطلاق الهاتفين الذين تمكنا من جعل أبل تنزع لقب أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية من سامسونج خلال الربع الأخير العام الماضي.
2 – الجديد في جعبة الشركة
لاجديد، يعني هبوط حاد في السيولة المادية والإمكانيات على مستوى عام، وهذا ما تؤكده لنا بعض الشركات القائمة على منهج موحد ربحي لا تطوير أو جديد فيه. نتأمل النظرة الواسعة الذي أكدتها الشركة والتي قدمت بها آي فون بأحجام مختلفة لتتناسب مع الأذواق، كما أنها عملت على إطلاق Apple Watch. لكن هل توقف الأمر عند هذا وليس هناك جديد؟ بالطبع لا وأقرب مثال على ذلك شائعات إطلاق أيباد أكبر بتسمية جديدة وهي أيباد برو أو أيباد بلس، والحديث أن الجهاز ليس فقط اختلاف تقني بحيث يكون شاشة ومعالج أفضل لكنه سيقدم مفهوم جديد وطرق استخدام مختلفة. شائعات أخرى تتحدث عن شكل جديد وجذري لتلفاز أبل سيأتي خلال عام، هذا بالطبع وهناك خطة طويلة وغير معلنة لتقديم سيارة ذكية. هذا يعني أنه لا يزال في جعبة الشركة الكثير.
3 – الابتكار وليس الاكتساب
بالعودة إلى الابتكار، فهناك فرق بين الابتكار والاكتساب. التقليل من قيمة الشركة ومستواها بعد رحيل ستيف جوبز ما زالت أوهام يتخبط بها من لا يعجبه شيء معين أو مجرد تلقين من الآخرين، فما نراه هنا هو نجاح باهر للشركة التي قامت بهذا العصر بشكل سريع وعلى مدار سنوات قليل فقط، المبيعات، الأسهم، الأجهزة، وغيرها … هذا كله يدل على أن الشركة لازالت في عصرها الذهبي، الخبراء والمهندسين والمصممين الذين كانو يعملون مع ستيف جوبز لازالو في الشركة لكن بسياسة جديدة فقط، فما نراه من طرح أجهزة جديدة بمواصفات حصرية للشركة هذا يستمد مداه من المهندسين الذين يبتكرون براءات اختراع للشركة التي حطمت بها منافسيها، ونفس الحال مع نظامها الذي قامت بتطويره وتعديله وتحديثه بشكل كبير جدا ليتناسب مع المستهلكين بشتى أنواعهم.
4 – التركيز على التسويق
لعلها من أهم الأسباب للرقي وشهرة الشركة على المستوى العام. تعمل الشركة على صرف مبالغ هائلة لتسويق منتجاتها بالشكل السليم والمطلوب ليصل لأكبر عدد من المهتمين أو المستهلكين، وما يميزها هنا أنها تقوم بالتسويق بعتاد مميز وذلك عبر انتقائها لمشاهير بجعلهم يجربون منتجاتها قبل إطلاقها وذلك لسرد التجربة للعملاء والمستهلكين على حد سواء. ونصب مركز اهتمام خاص بالتسويق على اليوتيوب الذي ينال ملايين المشاهدات يوميا، وبذلك تشهر منتجاتها خلال ساعات بدلا من أيام أو حتى أسابيع. التسويق يقوم بالمنتج، فمنتج بلا تسويق كالطبخة بلا ملح.
5 – بداية قوية!
نعم لاتتعجب من العنوان. فشركة أبل بدأت مسيرتها في عام 1976 مع ستيف جوبز وستيف ووزنياك الذين طرحا أول جهاز شخصي مزود برسومات ملونة ونال إعجاب الكثيرين مما دفعهما لعرض أفكار جوهرية مميزة تقفز بها الشركة لما نراه عليها في الزمن الحاضر، وقد أحدثت ثورة تقنية في عالم الهواتف المحمولة عند إطلاقها الآي فون في عام 2007، ومن هذا المنطلق بدأت سمعة الشركة في التغلغل في الشرق الأوسط والدول العربية. الانطباع الأول في الأذهان عن المنتج عادة مايكون انطباع عام عن الشركة، فالوصول لقلوب المستهلكين بشكل فعال وقوي يعني سيول من الشهرة يتبعه الإبداع، الخروج عن المألوف وديمومة التفوق الصناعي رافق هذه الشركة في مسعاها للوصول للقمة، وذلك بالمحافظة على شهرتها عبر المنتجات ذو الجودة العالية والتسويق الإحترافي.