هل اكتشفت في يوم ما أن جهاز الآي-فون الخاص بك لا يعمل بالشكل المعتاد. أو ربما تشعر في بعض الأحيان أن التطبيقات بالجهاز تتصرف بشكل غريب. هل سمعت عن الثغرة الأمنية الأخيرة في نظام iOS، إذا كانت إجابتك هي نعم، استمر في القراءة؛ لأننا سوف نجيب خلال السطور التالية، على السؤال الذي يشغل بالك وتفكيرك الآن وهو هل يمكن أن يصاب جهاز الآي-فون بالفيروسات؟
أجهزة الآي-فون
يمكن القول بأن الآي-فون ليس بمنأى عن التهديدات المختلفة، سواء كانت فيروسات أو برمجيات خبيثة. ومع ذلك، يعد هاتف آبل الذكي أكثر الأجهزة أمانا مقارنة بالهواتف الأخرى، ولعل ذلك يرجع إلى حديقة آبل المسورة. والتي توفر حماية قوية من خلال عدم السماح بتنزيل أي شيء خارج آب ستور. أيضا هناك التحديثات الأمنية المتكررة، والتي تطرحها آبل من حين لآخر من أجل سد ثغرة أو إصلاح مشكلة قد تُسْتَغَلّ من قبل الهاكرز. ووفقا لقاعدة بيانات الثغرات الوطنية (NVD)، تم العثور على 3000 ثغرة في هواتف الأندرويد مقارنة بحوالي 700 ثغرة في الآي-فون خلال العام الماضي.
اقرأ مقال لماذا لا يحتاج الآي-فون إلى مضاد فيروسات ؟
هل يمكن أن تصاب أجهزة الآي-فون بالفيروسات؟
لنكن صريحين، كل جهاز إلكتروني يقوم بتشغيل برنامج يمكن أن يصاب بالفيروسات. لكن السؤال الحقيقي هو ما مدى احتمالية حدوث ذلك. يعد iOS نظامًا قويا قادر على صد الهجمات، ولهذا أُبْلِغ عن عدد قليل جدًا من حالات اختراق الآي-فون. وغالبيتها ناتجة عن هجمات برامج مثل بيجاسوس وريجن التي أثرت في عدد محدود من أجهزة الآي-فون في عام 2014.
في يونيو 2023، أبلغت شركة الأمن كاسبيرسكي عن هجوم، أدى إلى تأثر العشرات من موظفي كاسبرسكي. وفي هذه الحالة، تمكن المهاجم من اختراق دفاعات جهاز الآي-فون عبر رسالة iMessage غير مرئية. يمكنها جمع ونقل معلومات حساسة مثل التسجيلات الصوتية والصور وتحديد الموقع الجغرافي. وأشارت الشركة إلى أن هذا يقتصر على الإصدارات الأقدم من نظام التشغيل، وكان iOS 16.2 هو آخر إصدار يظهر به الثغرة الأمنية.
يجب أن تكون على دراية بأن تلك الهجمات ليست موجهة للأشخاص العاديين. بل تستهدف سياسيين وصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان، ومن ثم تكون تلك الهجمات برعاية الدولة، وتحاول من خلالها مراقبة معارضين والتجسس عليهم.
وبشكل عام، يمكنك أن تلاحظ انخفاض عدد التهديدات الخاصة بهواتف آبل وحتى أن المباحث الفيدرالية طلبت من آبل مرارا أن تفتح لها بابا خلفيا للوصول إلى ملفات داخل آي-فون أحد المجرمين، لكن كان موقف آبل رافضا تماما لهذا الأمر، حتى لا يصبح الآي-فون لقمة سائغة أمام الهاكرز.
هل أجهزة الآي-فون آمنة؟
الفيروسات التي تستهدف أجهزة الآي-فون نادرة، وعندما ظهرت لم تكن تستهدف المستخدمين العاديين. لكن هذا لا يعني أنه لا يجب عليك توخي الحذر. لأن الفيروسات ليست هي الطرق الوحيدة التي يمكن للهاكرز الوصول من خلالها إلى بياناتك. إحدى أكثر الطرق فعالية للقيام بذلك هي من خلال أشياء مثل رسائل العادية ورسائل البريد الإلكتروني التصيدية تحاول تحفيزك للضغط على اللينكات التي تكون في الغالب مفخخة وضارة. مثل تحذير من البنك الخاص بك بأن حسابك على وشك الإيقاف، وتحتاج إلى الضغط على هذا الرابط من أجل تنشيطه مجددا. يمكن أن يؤدي النقر على تلك الروابط إلى نقلك لمواقع مشبوهة ومزيفة تطلب منك تسجيل الدخول ثم الكشف عن تفاصيل حسابك دون علمك.
هناك خطر آخر يتمثل في شبكات الواي فاي الوهمية التي تراقب بياناتك في أثناء انتقالها عبر الخوادم. غالبًا ما توجد هذه الشبكات المزيفة في المطارات أو المقاهي أو غيرها من الأماكن عامة. يعدها المتسللون، وبمجرد الاتصال بها، أي شيء تحاول الوصول إليه أو كتابته، يُرْسَل للمخترق. ونتيجة لذلك، تُسْرَق بياناتك عبر هجوم “الرجل في المنتصف”.
وهكذا، يمكن القول بأن جهاز الآي-فون الخاص بك يكون في العادة آمنًا من الفيروسات، ولهذا، تكون معظم الهجمات موجهة للمستخدم بهدف خداعه والإيقاع به. لذا حاول ألا تكون أنت نقطة الضعف التي تُسْتَغَلّ لتهكير جهاز الآي-فون الخاص بك. وكن حذرا من أي موقع أو رابط مشبوه يظهر أمامك.
أخيرا، إذا رأيت رسالة منبثقة تحذر من وجود فيروس على جهاز الآي-فون الخاص بك، فمن المحتمل أن تكون عملية احتيال. لا يوجد فيروس على هاتفك الذكي. لذا تجنب الضغط على أي شيء، وحاول التخلص من تلك الرسالة بأي طريقة. حتى لا تقع فريسة لإحدى محاولات التصيد الاحتيالي.