على الرغم من أنها دائما ما تردد بمقولتها الشهيرة ” الخصوصية حق مكتسب لكل مستخدم ويجب حمايتها” إلا أن شركة أبل متهمة بإنتهاك القانون الأوروبي بعدما قامت بإستخدام تقنية التتبع IDFA ووضعها على أجهزة الآي-فون دون علم وموافقة المستخدمين. وباحث أمني يؤكد أن نظام Mac Big Sur مصمم لوضع مزايا لتطبيقات أبل تخترق الخصوصية.
ما القصة
معرف IDFA (مثل ملفات تعريف الارتباط ) عبارة عن رقم تعريفي فريد خاص بكل جهاز آي-فون ويتم استخدامه من قبل المعلنين لتتبع نشاطك واستهدافك بالإعلانات في التطبيقات التي تستخدمها ويمكن لهذا الرقم جمع كافة المعلومات عن التطبيقات الموجودة بالجهاز وتتبع المستخدم ومعرفة سلوكه وما يفعله عبر الإنترنت وفي الآي-فون. وبوجود رقم IDFA على أجهزة أبل دون موافقة أو علم المستخدم يعني أن أبل انتهكت خصوصية مستخدميها حيث يمكن للشركة والجهات الخارجية مثل مزودي التطبيقات والمعلنين الوصول لهذا الرقم وتتبع سلوك المستخدمين وبالتالي معرفة ما يفضله وإمطاره بوابل من الإعلانات المستهدفة.
ولأن ملفات تعريف الإرتباط بكافة أنواعها تحتاج لموافقة المستخدمين بموجب قانون الإتحاد الأوروبي، قدمت منظمة noyb غير الربحية شكوتين ضد أبل للإتحاد الإسباني والألماني وقالت أن استخدام تلك المعرفات يتطلب موافقة مستنيرة وواضحة من قبل المستخدمين وهذا ما لم تفعله الشركة الأمريكية.
رد أبل
من ناحيتها، عارضت شركة أبل التهم الموجهة إليها وقالت إن ممارساتها تتوافق مع قوانين الإتحاد الأوروبي وأحدث إصدار من نظام التشغيل iOS 14 يمنح المستخدمين مزيد من التحكم والسيطرة عندما يتعلق الأمر بمسألة الإعلانات ويطلب منه الموافقة على تتبعه بواسطة IDFA. وأضاف متحدث باسم أبل “الادعاءات المقدمة ضد الشركة غير دقيقة من الناحية الواقعية، حيث لا تصل لرقم IDFA أو تستخدمه على جهاز المستخدم لأي غرض”.
قد تكون أبل على صواب حيث كانت ستتيح للمستخدمين إلغاء الإشتراك في الإعلانات التي تستهدفهم عبر إعدادات الجهاز وخططت لمطالبة مطوري تطبيقات iOS سؤال المستخدمين عما إذا كانوا يرغبون في الإشتراك في عملية التتبع أم لا. ولكن الأمر تأجل إلى العام القادم 2021 بعد تحذيرات بشأن تأثير هذا القرار على فيسبوك وشبكة الإعلانات والمعلنين التي تديرها وبالرغم من هذا ترى المنظمة الغير ربحية Noyb أن الميزة الجديدة لن تحدث فرقاً كبيراً سواء وجدت أم لا وأن خصوصية المستخدمين معرضة للخطر.
وفقا لمنظمة Noyb، أبل قد انتهكت القانون لأن أجهزة التتبع غير قانونية ما لم يوافق المستخدم عليها، ولا ينبغي تقييد معرف الإعلانات فحسب بل يجب حذفه نهائياً من هواتفنا الذكية لأنها الأكثر حميمية بالنسبة لمعظمنا ويجب أن تكون خالية من أدوات التتبع بشكل إفتراضي.
تطبيقات أبل في Big Sur تتجاهل الـ VPN
في خبر متصل قال أحد المستخدمين في تغريده أنه لاحظ أن بعض تطبيقات ماك في نظام Big Sur تتجاهل وجود VPN وتقوم باستخدام طريقة ما للوصول للإنترنت. في المعتاد يفضل الكثير من المستخدمين الاتصال بالإنترنت بخدمات VPN من أجل حماية الخصوصية حيث يتم إخفاء هوية الاتصال والدولة وتشفيرها للأمان. فأن تقوم أبل بإيجاد طريقة توصل تطبيقاتها بالإنترنت بدون المرور بالـ VPN فهذا يعني أمرين الأول هو أن خوادم الشركة تستطيع مراقبتك وهو ما يلغي الفكرة التي من أجلها تم تفعيل ال VPN والثاني هو أن هناك طريقة بالنظام لتجاوز VPN وبالتالي وحتى إن قبلت بتطبيقات أبل أن تفعل هذا لكن ماذا إن استغلت برمجيات خبيثة malware الأمر نفسه؟ انتهت الخصوصية إذاً ولم يعد للـ VPN معنى. ومن جانبه قام الباحث الأمني Patrick Wardle بمراجعة هذا الإدعاء وغرد بالفعل على حسابه في تويتر بأن هذا صحيح وغير مفهوم لماذا تفعل أبل هذا وتضع ثغرة للوصول للإنترنت في جهازها. ولم تعلق أبل حتى الآن على هذا الأمر والذي لمح البعض أن أبل تستهدف مراقبتك وبالتالي استهدافك بالإعلانات والأمر نفسه قيل في وجود IDFA.
الخلاصة
نظرا لأن الشكوى المقدمة من المنظمة تستند لقوانين الخصوصية وليس لائحة حماية البيانات، يمكن للسلطات الإسبانية والألمانية فرض غرامة مباشرة على شركة أبل في القضية الأولى إن وجدتها مذنبة بالفعل. ويُذكر أن جوجل هي الأخرى تعتمد على نظام تتبع مشابه في هواتف الأندرويد وتتم مراجعته حالياً بواسطة منظمة Noyb وسوف تتهم قريباً بإنتهاك الخصوصية للمستخدمين، أيضاً والسبب كما قلنا سابقاً ونقولها الآن ما لم تدفع ثمن السلعة / تكن أنت السلعة.