التصوير المحوسب على الهواتف؛ هل يمنع التصوير الاحترافي؟

انتشرت تقنيات الذكاء الاصطناعي بقوة في المدة الأخيرة. وبالطبع كان من اللازم لها أن تمتد إلى عوالم التصوير. وبالفعل قامت الشركات باستغلال التقنية وبشكل ممتاز. بداية من أبل وجوجل وحتى الشركات الصغيرة والصينية التي استخدمت التقنية إلى حد كبير لتحسين الكاميرات الخاصة بها أو إضافة ميزات وهما ما يطلق عليه التصوير المحوسب ؛ فهل التقنية مفيدة بشكل مطلق؟ أم أثرت سلباً على تطور التصوير؟ دعنا نناقش معاً في هذا المقال.

التصوير المحوسب على الهواتف؛ هل يمنع التصوير الاحترافي؟

ما هو التصوير المحوسب ؟

هو استخدام تقنيات المعالجة الحاسوبية والذكاء الاصطناعي لمعالجة الصور بعد التقاطها لزيادة جودتها. وقد تم عمله بعدة أشكال، فهناك أبل التي تزيد قوة معالجاتها سنة بعد سنة قد قامت بوضع محرك ذكاء اصطناعي مخصص في الشريحة لعمل تلك الحسابات والتي تتضمن التصوير. وهناك جوجل والتي لا تعتمد على العتاد في الجهاز بشدة بل على تطوير النظام ذاته وتقنيات الذكاء الاصطناعي في الخوادم السحابية لديها.


ثورة للهواتف الأفضل ثمناً

التصوير المحوسب والتصوير الافتراضي

ربما يكون هذا أفضل الجوانب للتصوير المحوسب على الإطلاق. فقد مكن الشركات من تحسين جودة الصور بشكل كبير جداً ووضع مزايا لم يتصورها أحد قبلاً في هواتف غير غالية الثمن. مثل الآي-فون SE الجديد والذي يمتلك كاميرا رائعة تفوق كاميرا الآي-فون X في جودة الصور بالرغم من كون عتادها أقل نظرياً. كما تستطيع القيام بعديد من التأثيرات التي تطلبت وجود كاميرا مزدوجة في الماضي باستخدام كاميرا واحدة فقط. أما جوجل فلديها هاتف بيكسل 4a والذي يكلف ما يقارب الـ 1300 درهم إماراتي (350 دولار أمريكي) وهو هاتف متوسط في بعض ميزاته وأقل من المتوسط في البعض الآخر. ولكن الكاميرا من أفضل كاميرات السوق بلا شك مع جودة الصور والوضع الليلي الممتاز. هذه قوة التصوير المحوسب. وهذه روحه. إمكانية الحصول على صور أفضل بعتاد أقل.


توفير المال للشركات؟

نعم. يكلف تطوير التصوير المحوسب الشركات المال من تطوير منظومات الذكاء الاصطناعي إلى برمجته وتحسين رقائق المعالجة الخاصة به. لكن هذا هو التطور الطبيعي للتقنية والتي أثبتت جودتها منذ زمن. فالشركات الآن تقوم بتوفير المال على جانب العتاد. ومع أن العتاد يتغير إلا أنه لا يتغير بشكل كبير كما كنا نرى في السابق. ففرق عتاد الكاميرا بين الآي-فون 4s و5 كان أكبر بشكل ملحوظ من الفارق بين Xs و 11. فليس على الشركات الآن تحسين تكنولوجيا الحساسات أو السعي لتكبير البيكسل بشكل كبير كما رأينا في تجارب سابقة. فقط أضف المزيد من الكاميرات وربما بعض التغييرات الطفيفة في العتاد ثم دع النظام يتولى الباقي.


ما المشكلة؟

التصوير المحوسب والتصوير الافتراضي

ربما تسأل هذا الآن. فما المشكلة في زيادة أرباح الشركات؟ وما سوء امتلاك الهواتف الأفضل ثمناً لكاميرات ممتازة؟ أرد بأن هذا كله جميل. لكن لا يجب أن يكون على حساب تطور الهواتف من الفئة العليا. خاصة أن الفئة العليا قد زاد سعرها بشكل كبير حتى صار ثمن بعضها يبدأ أو يصل إلى 1300 دولار أمريكي، 4800 درهماً إماراتياً، أو 22 ألف جنيهاً مصرياً. وهناك ما يتخطى ذلك. هذا كثير من المال. وفي مقابل كل هذا المال فأنا كمستخدم أتوقع تطويراً ملحوظاً في الكاميرا. لا أن تكون مماثلة للسنة الماضية مع تحسين بسيط سببه الذكاء الصناعي. والمشكلة هنا أن الشركات لن تقوم بتطوير البصريات الخاصة بالكاميرا وعتادها بشكل كبير طالما تستطيع الحصول على المال مقابل تحديثات أرخص ثمناً وأكثر ربحاً.


التصوير الاحترافي؟

التصوير المحوسب والتصوير الافتراضي

نحلم منذ سنين بوصول الهاتف إلى مرحلة الكاميرا الاحترافية. وبالفعل زادت جودة الكاميرات بشكل عملاق. ولكن معظم التحسن يتلخص في جودة الصورة النهائية بعد المعالجة التي يقوم بها النظام. ربما يكون هذا راااائعاً للمستخدم بشكل يومي. ولكن ماذا عن حلم التصوير الاحترافي؟ التقاط صور بصيغة RAW التي تحمل الكثير من المعلومات ثم تعديلها على برنامج مخصص مثل فوتوشوب أو Affinity لجعلها كما أريد تماماً؟ كل هذا يحتاج تحسيناً أكبر للعدسات والحساسات الفعلية. تحسينات أكبر من الذي يتم حالياً بإضافة المزيد من الكاميرات والتي لا تماثل جودتها حتى جودة الكاميرا الرئيسية. بل تقاربها فقط في الهواتف الغالية مثل الآي-فون وتبتعد عنها تماماً في هواتف أرخص مثل OnePlus Nord.

في النهاية، ألا تقوم هذه الشركات بتسمية منتجاتها “Pro”؟ أي يجب أن تكون “احترافية” نوعاً ما؟


هل نكره التقنية؟

بالطبع لا. التقنية رائعة. أنا شخصياً وكلنا في آي-فون إسلام نستمتع بها لأقصى حد. بل إني أنبهر سنوياً بشرح أبل الرائع لطريقة معالجة الصور على هواتفها. فهم محترفون في العرض. لكن يجب علينا النظر لكل النواحي. والمطالبة بجميع التحسينات المتاحة كمستخدمين. ربما سمعتم بتحطيم أبل لأرقام قياسية في الأرباح لهذه السنة بالرغم من الوباء ومشاكل السوق. إذاً شركة كهذه تستطيع تقديم تطوير أفضل في جميع التقنيات. خاصة عندما تقوم بزيادة أسعار أجهزتها بشكل كبير، أو توفير المال على الشواحن المضمنة في العلبة.


شاهد أيضاً

من iPhoneIslam.com، لقطة مقربة لزاوية هاتف آي فون 16 الأنيقة تظهر فيها ثلاث عدسات كاميرا مع تحسينات الكاميرا ولمسة نهائية معدنية على خلفية سوداء.

تشكيلة آي-فون 16 تقدم موجة كبيرة من تحسينات الكاميرا

ستقدم تشكيلة آي-فون 16 مجموعة كبيرة من التحسينات والميزات الجديدة في نظام الكاميرا، وفقًا لما ذكره موقع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *