تعرّف .. هل يناسبك العمل الحر عبر الإنترنت ؟

keyboard-561021_1280

 

بعد أن تكون قد أخذت فكرة عامة عن العمل الحر وتعرفت على ميزاته وأدركت أهمية العمل عبر منصات العمل الحر وما لها من مميزات كون إيجابياتها تفوق معوقاتها وتعرّفت أيضاً على آلية عملها. حان الوقت لتسأل نفسك سؤال هام، ما هي الأعمال التي يمكنك أن تقدمها؟ بعض المهام مناسبة أكثر لتقدم بشكل حر مقارنة بغيرها، كما أن بعض الأشخاص يميلون للنجاح أكثر في العمل الحر مقارنة بغيرهم.

سنتعرف اليوم على إن كان العمل الحر مناسباً لك كما سنتعرف على الخصائص الشخصية التي تجعل بعض نواحي العمل أفضل أو -ربما – أسوء لو قمت بها بشكل حر, على أية حال وبإختصار أرى أن هذا النمط من العمل مناسب للجميع لو تمكنت من فهم طبيعته ومتطلباته.

إن القسم الأكبر في معرفة فيما إذا كان العمل الحر مناسباً بالنسبة لك يكمن في تقييم نفسك إن كنت ترى أن هذه طريقة مناسبة لكسب العيش. وهذا لا يقل أهمية عن مهاراتك وشخصيتك في تحديد نوع العمل الذي تقوم به وهو محدد أساسي إن كنت شخصاً مناسباً للعمل الحر أم لا. فمن غير المهم إن كانت شخصيتك مناسبة جداً لنمط الحياة للمستقلين، إذا اخترت مجال عمل غير ملائم، فإنك على الأرجح لن تستمر به.

وما أعنيه هنا إن كان عملك يمكنك القيام به كمستقل أو ان نوعية المهارات والأعمال التي تقوم بها يمكن أن تكون عبر التوظف والعمل عن بعد بشكل حر، وكذلك القيام به عبر الانترنت.

wax-71192_1280

فيما يلي مجموعة من السمات الأساسية التي تحدد إن كانت مهنة ما مناسبة للقيام بها عبر منصات العمل الحر.

  1. العمل عن بعد: بعض المهن والأعمال تتطلب أن تتواجد فيزيائياً للقيام بها، وهذه المهن لا تدخل ضمن نطاق اهتمامنا. لهذا هناك عدد كبير من الوظائف البرمجية التي يقوم بها المستقلين، لكن عدد قليل أو نادراً ما يكون هناك مستقلين يعملون في مجال الصيانة. فمن الممكن كتابة برنامج عن بعد، لكنك تحتاج للتواجد الفيزيائي من أجل استبدال القرص الصلب المعطوب في جهازك.
  2. حاجة محدودة للخدمات الشخصية: في بعض الأعمال تكون الخدمة الشخصية هي جزء أساسي ومتوقع تقديمه من قبل مقدم العمل، وعادة لا يشعر الزبائن بإرتياح مع فكرة التعامل مع شخص ما لا يعرفونه بشكل جيد أو لا يمكنهم الإلتقاء به شخصياً. ومثل هذه الأعمال تقدم ضمن شركات أو تكون كعمل حر لكن عن قرب وبشكل مباشر وليس عن بعد.
  3. حياتها قصيرة: معظم المشاريع التي يتم عرضها على منصات العمل الحر تكون فترة تنفيذها قصيرة، الكثير منها يحتاج لعمل لفترة تقل عن 15 يوم، في الحقيقة قمت ببعض الأعمال التي تحتاج لساعة عمل على الأكثر. لهذا فإن مشاريع العمل الحر على الأغلب تكون قصيرة العمر، تنجزها وتسلمها وتنتقل لغيرها.بالطبع هناك أيضاً مشاريع تستلزم وقت أطول كبرمجة تطبيقات الهواتف أو تصميم المواقع وإعداد الكتاب قد تحتاج شهرين من العمل لتنفيذها. هذا التنوع في فترات حياة المشاريع يخلق فرصة تناسب جميع المستقلين.
  4. نتائج ملموسة: لا أعني هنا أنك تلمسها بيدك طبعاً، لم يسبق أن لمس أحدهم تطبيق أندرويد أو شعر بحرارة موقع ويب صمم حديثاً. لكن المقصود أن مشاريع العمل الحر تكون نتائجها محددة، عادة ما يطلب من المستقلين إنشاء أمور معينة، سواء كانت مقالات، برامج، ملفات فيديو أو صوت أو أي شيء آخر. هذه النتائج هي ثمرة الاتفاق بين صاحب المشروع والمستقل. كلما كانت عملية تحديد المخرجات دقيقة وموصوفة بشكل جيد ساعد ذلك على نجاح العمل الحر والمستقل في أداء عمله وكذلك متابعة خطوات التنفيذ ومراحله حتى الوصول للنهاية.

ومن هنا نلاحظ أن بعض الأعمال التي تكون نتائجها معنوية، مثل طرح الأفكار أو الاستشارت أو أي شيء آخر يكون معنوي غير محدد نادر الانتشار على منصات العمل الحر على الرغم من أن طبيعتها مناسبة للتقديم عبر تلك المنصات. وذهبت بعض المنصات إلى منع طرح المشاريع غير المحددة والواضحة والتي لا تكون مخرجاتها محددة. وهذا أمر منطقي حيث أن الخلاف في وجهات النظر بين صاحب المشروع والمستقل سيجعلنا ندور في دوامة لا تنتهي ولن نعرف النقطة التي سيتم تنفيذ المشروع فيها بنجاح.

5.الكفاءة التقنية للمستقلين: هناك بعض مجالات العمل التي تناسب العمل الحر وتقديمها عن بعد، عدا أن معظم الخبراء العاملين في تلك المجالات بعيدين كل البعد عن التعامل مع الكمبيوتر، هذا يعني أن القدرات المتاحة لتقديم تلك الأعمال محدودة بالتالي يؤثر على عدد أصحاب المشاريع الذين يبحثون عن مقدمي مثل هذه الخدمات عبر الانترنت. وهنا تظهر فرصة للمستقل الخبير في المجال أن يطور مهارته ويبحث عن سوق له على المنصات، وهي فرصة لأصحاب المشاريع  الوصول لمثل هذا الخبير عن بعد.

أحياناً ينشر على بعض منصات العمل الحر طلبات تحتاج لتواجد فيزيائي، ومع ذلك يلجئ أصحاب المشاريع للمنصات ويقولون أنهم بحاجة لمصور أو مدير شبكة للعمل لفترة ليلة زفاف أو افتتاح محل أو اسبوع عمل. هنا يقوم صاحب المشروع بتحديد مكان تنفيذ العمل على أمل أن يجد من بين المستقلين

image

الأعمال الأكثر طلبا عبر منصات العمل الحر

ما هي أكثر أنواع الأعمال والمشاريع التي تطلب عبر منصات العمل الحر؟ حسناً القائمة طويلة جداً إن عددناها كوظائف بحد ذاتها، لكن هنا سأقدم لك بعض المجالات الرئيسية و الوظائف الفرعية ضمنها التي يمكن أن تعطيك فكرة عن أكثر الأعمال طلباً وتنفيذاً عبر الانترنت. وبالتالي إن كانت خبرتك الأساسية تتقاطع مع مجال ما منها أو حتى مع وظائف فرعية، هذا يعني أن هناك سوق كبير بانتظارك على تلك المنصات، هناك أصحاب مشاريع يضخون أموالهم بانتظار خبرتك وعروضك؟

  • التصميم والرسوميات: التصميم بمختلف أغراضه سواء كان بروشورات وبطاقات أعمال أو حتى شعارات، والتصميم الإعلاني والتصميم الطباعي وتصميم الأغلفة وحتى التصميم ثلاثي الأبعاد ومختلف برامج التصميم المتنوعة.
  • تصميم وتطوير المواقع، يشمل ذلك تصميم الموقع من ناحية الرسوميات والشكل، وكذلك التطوير والبرمجة بمختلف التقنيات واللغات المستخدمة وحتى تحسين محركات البحث وغيرها.
  • البرمجة وتطوير النظم، تطوير البرامج والتطبيقات وبرامج التعامل مع قواعد البيانات وكتابة السكربتات وتصميم وبرمجة تطبيقات الهواتف الذكية بمختلف أنظمة تشغيلها وغيرها.
  • الكتابة والمحتوى، كتابة المقالات بمختلف التخصصات، إعادة كتابة و تحرير المقالات المكتوبة سلفاً وإعطائها شكل ومعنى جديد، إنشاء محتوى للمواقع، الكتابة التقنية، الترجمة، التدقيق الإملائي والنحوي وغيرها.
  • الوسائط المتعددة: معالجة الصور والتعديل عليها وإضافة المؤثرات، تسجيل وتحرير والهندسة الصوتية، تسجيل وتحرير ومونتاج الفيديو، تصميم الفيديو والمقدمات وغيرها من أنواع الوسائط المختلفة غير النصوص.
  • الدعم الإداري: بدلاً من تعيين موظف للقيام بأعمال روتينية كإدخال البيانات أو التفريغ الصوتي أو المرئي أو إجراء الأبحاث عبر الإنترنت والرد على البريد الإلكتروني والمساعد الافتراضي وحتى خدمات المحاسبة وخدمة الزبائن والدعم الفني.
  • التسويق والمبيعات: ونقصد هنا للمنتجات الرقمية، مثل توظيف مسوقين لكورسات أو خدماتك أو أي شيء يمكن بيعه عبر الانترنت، تطوير الخطط التسويقية وتنفيذها، إدارة الحملات الإعلانية وتحسينها وزيادة معدلات العائد على الاستثمار وإدارة ومتابعة الحسابات الاجتماعية وغيرها.

بشكل عام فإن أي منصة عمل حر تقسم المشاريع ضمن تصنيفات متعددة ليسهل على كل مستقل البحث في التصنيف الذي يناسب خبراته واهتماماته.

بما أن مجالات العمل والوظائف المذكورة أعلاه هي الأكثر انتشاراً وطلباً على منصات العمل الحر، هناك وظائف ومجالات عمل نادرة الطلب أيضاً.

تشمل تلك المجالات: تصميم المنتجات، الأعمال الهندسية بمختلف اختصاصاتها كالكهربائية والميكانيكية والمعمارية وغيرها – عدا الرسم الهندسي على الأوتوكاد مثلاً – الاستشارات القانونية والتي تحتاج عادة لتواصل دائم مع المحامي المطلع على قوانين بلدك، إدارة المشاريع والتي تحتاج لتواجد فيزيائي، تصميم الديكور والأعمال الجمالية الفنية التي تحتاج لتفهم أكبر لذوق صاحب المشروع، التصوير الفوتوغرافي والفيديو، العلاقات والاستشارات العامة وغيرها الكثير.

archery-660626_1280

تقييم مهاراتك

لنفترض أنك تعمل في أحد المجالات الأكثر طلباً وانتشاراً على منصات العمل الحر، السؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك الآن، هل تملك المهارات التي يحتاجها النجاح في العمل الحر عبر الانترنت؟ للإجابة عن هذا السؤال عليك البدء بفهم أفضل لمهاراتك، ما الذي يبحث عنه أصحاب المشاريع، وكيف يمكن لمهاراتك وخبراتك أن تقدم لهم ما يبحثون عنه بالضبط.

سجّل على ورقة – أو رقمياً – مهاراتك وخبراتك وقدراتك – وهناك فرق بين كل واحدة والأخرى – وثم ابدأ بتحليلها بشكل مفصل، ولأي حد أنت جيد بكل واحدة منها. المهم أن تكون صريحاً مع نفسك ولا تجاملها، كن صريحاً حد الوقاحة، لأنه من الطبيعة الإنسانية أن نعتقد أننا ماهرين في أي شيء بالكاد قادرين على القيام به، لو كنت غير ماهراً في برمجة تطبيقات الأندرويد لكنك قادر على ذلك، حدد هذا الأمر بدقة.

بالطبع يمكنك أن تخدع نفسك وتوهمها بأنك خبير في أي مجال، لكنك ستصدم في الحقيقة والواقع عندما لن تفلح بكسب أي مشروع. لأنه دائماً هناك من هو أفضل منك، والمشكلة عندما يكون عدد اولئك كبيراً جداً. ضع في ذهنك فكرة أن منصات العمل الحر تتسم بالمنافسة العالية جداً، ومن السهل أن تقنع نفسك أنك الكاتب الفذّ الذي لا يشق له غبار، في حين أن صاحب المشروع لن يقتنع بهذا بنفس السهولة. إذا ركضت وراء الحصول على مشاريع تتطلب خبرات لا تملكها، سينتهي بك الأمر بإضاعة وقتك ومالك لأن الوقت يعني المال و الأسوء من هذا فإنك ستسيئ لسمعتك وستعرف بأنك الشخص الذي يدعي أنه يفهم في كل شيء.

يجب أن تعرف فكرة هامة هي أنه ليس من الضروري أن تكون الأفضل في كل المجالات لتصبح مستقل ناجح. ما يجب أن تعرفه جيداً أننا اليوم في عصر التخصص، ونجاحك يعتمد على القيمة التي يمكنك أن تقدمها لأصحاب المشاريع بالتالي يقتنعون بتوظيفك.

في الحقيقة إن أصحاب المشاريع في منصات العمل الحر لا يختلفون عنك عندما تتجه إلى السوبر ماركت للتبضع، أنت تبحث دائماً عن أفضل جودة ممكنة بأرخص سعر متاح. هذا ما يعرف بتعظيم القيمة. وكذلك أصحاب المشاريع يقومون دائماً بالإحلال ما بين الجودة والتكلفة، وكما يقال في المثل الشعبي ” الغالي رخيص” أي أن التكلفة الأعلى تعني جودة أعلى بالتالي يكون خيار إجمالاً أرخص مما لو أخذت خيار بجودة أضعف وكلفة أقل لأنك ستتكبد تكاليف إضافية لاحقاً.

المستقل الناجح يحصل على المشاريع وترسي عليه عندما يتمكن من إقناع أصحابها بأنه سيقدم لهم قيمة عالية، أي أن صاحب المشروع يشعر أنه بتوظيفه هذا المستقل عن غيره سيحصل على قيمة تفوق تقديره وكذلك التكلفة المرصودة لها.

أخيراً تذكر أن ما يعتبر “جيداً” يعتمد بشكل كبير على صاحب المشروع وطبيعته. وأحياناً لا يكون من الواضح بالنسبة لصاحب المشروع ما هو الشيء الذي يجعل عرضك “جيداً” ويبرر له المبلغ العالي الذي تطلبه. فمثلاً لو أحدهم كتابة دليل استخدام لبرنامجه، وكنت مبرمجاً وتعرف كل خفايا البرنامج فهذا لا يعني بالضرورة أنك الشخص المناسب والجيد، قد يكون صاحب المشروع يبحث عن شخص آخر متخصص بالكتابة الإبداعية ولا خبرة لديه بالبرمجة إطلاقاً، بالتالي يكون هذا بالنسبة له أعلى جودة.

شاهد أيضاً

من iPhoneIslam.com، iOS 11 النهائي - iPhone XS وiOS 11 وتحديث iOS 17.4 وiOS 13.

ما هي المميزات الجديدة في تحديث iOS 17.4؟ (الجزء الأول)

قامت آبل بإطلاق تحديث iOS 17.4 الجديد لهواتفها الآي-فون خلال الأسبوع الماضي. وعلى عكس ما يقال، لم …