تغييرات في قطاع التكنولوجيا جلبها كورونا لتستمر

مر على الوباء الذي أصاب العالم عدة شهور الآن. مع العدد الكبير للإصابات اضطر العالم لتغيير نمط الحياة المعتاد في كل بقعة من بقاع الأرض. وتأثرت أغلب نواحي الحياة مثل الأعمال وطريقة إدارتها والصناعات. فقد البعض وظائفهم واضطر آخرون للعمل من المنزل بينما يحتاج البعض للذهاب إلى العمل. ومع كل هذه التغييرات تأثرت بالطبع قطاعات التكنولوجيا بشكل متفاوت ويحث على الدراسة. ترى هل ما كانت تأثيرات كورونا على القطاع؟ وهل بعض هذه التأثيرات أتى ليبقى؟

تغييرات في قطاع التكنولوجيا جلبها كورونا لتستمر

المعارض الكبرى

لم يتم التوصل إلى علاج أو لقاح حتى الآن للفيروس. ولا يعتقد أنه سوف يكون هناك شيء متوافر للجميع في المدى القريب. لذا تم إلغاء العديد من المؤتمرات والمعارض الكبرى. ولكن أفضل مثال على ما يمكن أن تفعله تلك المعارض هو معرض CES في بداية السنة والذي تم عقده ويعتقد أنه كان سبباً لانتشار كبير للفيروس في الولايات المتحدة وحول العالم. حيث أن المؤتمر يأتيه الصحفيون والزوار من حول العالم ليقوموا بالتزاحم ولمس نفس الأجهزة معاً لعدة أيام. وقد كان هناك بالفعل ما يسمى بأنفلونزا CES مجازاً بين الناس. حيث أن الكثير من الزائرين يمرض بعدها في العادة. فما بالك مع وجود مرض معد بشدة مثل كورونا؟

الغريب هو تصريح المنظمين بأن المؤتمر سيقام في موعده العام القادم. وقد قوبل هذا التصريح بانتقادات شديدة لأننا لا نعرف بعد هل ستسمح بذلك السلامة العامة أم لا. ولكن هذه الانتقادات وخطر المرض دليل على أن معارض مثل هذه يجب إعادة التفكير بها.


المؤتمرات التقنية والإعلانات

بالطبع لم تتمكن أي من الشركات الكبرى من عمل مؤتمراتها السنوية لعرض المنتجات أو حتى تدريب المطورين في حالة أبل كما المعتاد. ولكن الشركات استمرت بالإعلان عن المنتجات. كما حدث مع الإصدار الجديد من الآي-فون SE. فقد تم الإعلان عنه ببيان صحفي فقط وإرساله للصحفيين والمتخصصين في المراجعات على اليوتيوب. وبالفعل انتشر ذكر الهاتف وملأ مواقع التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. أي أن الهدف من الإعلانات الضخمة التي كان هدفها في السابق هو جذب الأنظار قد تحقق وبشكل أكثر أماناً وأكثر توفيراً للمال أيضاً.

وها نحن قد شاهدنا أكبر مؤتمرات أبل للسنة وربما الأكبر في مجال المبرمجين والأنظمة حول العالم، مؤتمر WWDC. وقد قامت أبل بعقد المؤتمر كاملاً على الإنترنت وأشاد الكثير من المشاهدين بالإخراج السينمائي للمؤتمر سواء المقدمة التي استعرضت الأنظمة –هذا الرابط– أو الدورات التدريبية للمطورين؛ وهنا يأتي السؤال! ما الذي يمنع أبل من تكرارها في السنين القادمة؟ فهدف أبل الأساسي هو زيادة أعداد المطورين الكفء لأنظمتها وهذا الشكل من المؤتمرات بالتأكيد يحقق المطلوب.

بالطبع هناك مشكلة تتعلق بجانب الإبهار حيث أن المؤتمر الفعلي في حديقة أبل يجذب الأنظار بلا منازع سواء لجمال المكان أو التقديم أو حماس الجمهور الذي ينتقل عبر الكاميرات. ولكن ما شاهدناه هذا العام وعلى الرغم من أنها التجربة الأولى لكنها كانت مبشرة.


تسريع تقنيات الواقع الافتراضي

منذ مدة ليست بالبعيدة قامت أبل بالاستحواذ على شركة الواقع الافتراضي NextVR. وقد تحدث الكثير عن الخبر في سياق أنه من المعروف رغبة أبل في تطوير أنظمة الواقع المعزز الخاص بها ونية إصدار جهاز (كالنظارة المشاعة) إلى آخره. ولكن المثير هنا هو ما تختص به الشركة. حيث أنها ليست متخصصة في الواقع المعزز الذي تعمل عليه أبل لسنوات بل تختص بالواقع الافتراضي. تحديداً تقنية تسمح بتصوير ونقل الأحداث الحية مثل المباريات الرياضية والمؤتمرات وما شابه إلى نظارات الواقع الافتراضي مثل Oculus وما شابه. فيمكنك بهذا رؤية الحدث كاملاً من المنزل وعن قرب كأنك داخل القاعات.

لا نعرف تحديداً ما أرادت أبل بهذه التقنية ولكن تسريع تطوير تقنية مثل هذه يمكن أن يفتح الآفاق لنوع جديد من الأحداث العامة والمؤتمرات التكنولوجية عموماً. حيث يحضر الملايين في مبنى حديقة أبل ولكن بشكل افتراضي من منازلهم. وربما تنتشر وتصبح مضمنة في خدمات التلفاز والانترنت التي توفرها الكثير من شركات مزودي الخدمة مثل elife في الإمارات وغيرها. ويصبح بإمكان الكثيرين مشاهدة المباريات كأنهم بالملعب.

رائع أليس كذلك؟


العمل من المنزل

سلطت هذه الأزمة أيضاً الضوء على أشياء كنا نعتبر أنها من المسلم بها. مثل ضرورة الذهاب إلى المكاتب للعمل. خصوصاً مع تلك الوظائف التي تتطلب فقط الجلوس أمام شاشة حاسب آلي. وهكذا استطاعت شركات التكنولوجيا الكبرى الإبقاء على زمام الأمور ولم ينهر موقع تويتر أو يوتيوب فجأة نتيجة إغلاق المكاتب.

دفع هذا الكثير للتساؤل، هل المكاتب ومقرات الشركات الكبيرة والمكلفة مهمة فعلاً كما كنا نعتقد؟ ربما هي جيدة للاختلاط بين الزملاء وما شابه. ولكن خيار العمل من المنزل سطع الآن كإمكانية فعلية. وربما يتم تبنيه من العديد من الشركات التي تعمل في مجال التكنولوجيا والمحاسبات وغيرها.

بل أن شركة تويتر بالفعل قررت السماح لموظفيها بالعمل من المنزل حتى بعد انتهاء جائحة كورونا إن أرادوا.

لذا ربما تجد وظيفتك القادمة تعطيك خيار العمل من المنزل أو حتى تلزمك به توفيراً للنفقات بعد تأكدهم أن النظام قد أثبت صلاحيته.


الطب من خلال الإنترنت

نعم. حتى المقابلات الطبية تم إعادة التفكير فيها. فبسبب الظرف الحالي صار من الصعب على المرضى الذهاب للمستشفيات والعيادات لمتابعتهم الدورية بسبب خطر العدوى. لذا تم التوسع في نظام الطب عن بعد (Telemedicine) والذي كان موجوداً ولكن ليس بنفس الانتشار. وقد أصبحت مؤسسات كبرى تعتمد عليه للقيام بالزيارات التي لا تحتاج للكشف الجسدي عن بعد. ومن خلال الشاشات.

أيضاً قد ترينا هذه التجربة أنه ليست جميع “الزيارات” للطبيب يجب أن تكون في العيادة. بل يمكن مع هذا تقصير مدة المقابلة وعدم الإخلال الكبير باليوم الخاص بك للذهاب لمقابلة روتينية يقوم فيها الطبيب بسؤال بعض الأسئلة وربما تغيير القليل في الدواء الموصوف فقط. وقد يبدأ هذا سوقاً جديداً بالطبع لأجهزة مخصصة للTelemedicine في مكاتب الأطباء تتسابق على تطويرها كبرى الشركات.


الملخص؟ هي فرصة.

ربما تكون الأزمة الحالية قد أخلت بكثير من حياتنا. أخلت بأعمالنا، بمخططاتنا، بمشاريع الكثيرين والمزيد. لكن لا يجب أن نتوقف عند السلبيات من القدر. فالطبيعة قد بدأت بانتعاش كانت تحتاجه بعد غياب الإنسان. كما تقارب الكثير منا بشكل أفضل مع عائلته أو تعلم مهارات جديدة. ومن أهم الإيجابيات أن هذه التغييرات جميعاً هي بمثابة فرصة كي نعيد النظر في عدة أشياء.

مثل نظام العالم الذي لم يتغير من مدة. فربما نقوم بتغيير طريقة تلقينا للتقنية أو نعيد التفكير في طريقة طرح منتجات جديدة في السوق. ربما نعيد التفكير في أنظمة اقتصادية وربما نجدد طريقة عملنا أو ذهابنا إلى الطبيب. وهذه الفرص لا تأتي كل حين فعلينا اغتنامها حينما أتت.


هل تعتقد أننا سنخرج من هذه المحنة بتغييرات مهمة أو جذرية؟ وما رأيك في المسار الذي يتخذه قطاع التكنولوجيا حالياً؟ شاركنا برأيك فهو مهم.

شاهد أيضاً

رداً على ChatGPT جوجل تعلن عن Bard ومايكروسوفت ترد بقوة

لعلنا لاحظنا الشعبية المتزايدة لـ ChatGPT، روبوت المحادثة القائم على الذكاء الاصطناعي، الذي تستثمر فيه مايكروسوفت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *