صراع التطورات التقنية في بيئة العمل التقليدية
تمر بيئة العمل في بعض الشركات بحالة صعبة من التناغم مع التطورات التقنية والبرمجيات الحديثة، إذ يعيش العالم اليوم متغيّرات كثيرة، أنتجت تحدّيات عديدة، وصراعات ضارية؛ وامتدت تلك الصراعات في جميع أنشطة الحياة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو العملية. فأصبح هناك من يفرض قوته بالابتكارات وإصدار جديد التطبيقات وهناك من يستقبلها بعين الاعجاب من ذكائها أو الخوف من استخدامها. فأصبحت العلاقات ما بين خاضع ومطيع، وما بين معتصم ومستقل، وما بين مقاوم ورافض، وما بين مرسل ومستقبل.
من هنا نشأ الصراع بين التطور في البيئة العملية، والشخصية الوظيفية على المفهوم الاستراتيجي التقليدي الذي اعتادته تلك الشركات، وهذا هو الحال مع بعض الشركات ذي التاريخ العريق والتي ظلّت تحافظ على مكانتها في السوق بدون تقنيات أو برمجيات والشركات الصغيرة التي تخفض في التكلفة، أو الشركات التي تخفض من التوظيف المتكافئ مع الاستراتيجية بصورة تقنية.
زيادة الفجوة داخل بيئة العمل
ومع الأسف، زيادة التطور زاد وضوح الفجوة بين الطرفين فأصبحت هناك صعوبة فهم سواء من بيئة العمل التقليدية داخل الشركة، المترددة في طلب الخدمة، أو من الشركة الموردة للخدمة، وذلك بسبب اختلاف المفاهيم ومستوى استخدام التكنولوجيا لكل طرف، وأيضًا تباعد نسبة التكافؤ الفكري مابين المفهوم التقليدي والمفهوم العصري المليئ بالتحديات التقنية؛ مما يجعل التعامل هدفه الربح فقط أو هدفه التوفير فقط لتقديم أقل مستوى من الخدمات للعميل، أو بمعنى آخر، لتقديم أساسيات ما يحتاجه العميل. وحتى لا يتم الاتهام على جميع الشركات أكرر أنني أتحدث عن بعض الشركات التي لاتزال تعيش التقليدية بالاستثمار في العقل البشري القديم وليس العقل البشري المتطور.
من أساليب العقول التقنية لاختراق بيئة العمل التقليدية
ما أرغب توضيحه من وجهة نظري أن لغة الحوار والتكافؤ بين الأطراف تقل أو تزداد صعوبة في حال عدم تكافؤ العقول البشرية كجهة أعمال واستثمار وتقديم خدمات للعملاء وعقول تقنية كشركة موردة تقدم خدمات للشركات، ولكن بأسلوب أفضل ودقة عالية ونتائج بحتية سريعة، بل أصبح لذكاء العقول التقنية والابتكارات أساليب وطرق تسحب العقول المستهدفة إلى ساحتها التقنية للحفاظ على مكانتها في السوق، فمثلا على أبسط الامور تجد المستخدم الفردي لجهاز كمبيوتري شخصي واحد يخترقه هاكر ، فيجبر المستخدم لشراء برنامج صد للهكر أو منع دخول الفيروسات ليمنع أي ثغرة تساعد الهكر من اختراق الجهاز، وَقِس على ذلك الأمر بمستويات كبيرة تصل إلى بيئة العمل الخاصة بالشركات الضخمة والحكومات والسياسات والدول. فأصبح العقل التقليدي مجبر على محاكاة العقل التقني ليحافظ على معلوماته وخصوصياته. لذلك، تقوم الشركات بتوظيف العقول المتكافئة لهذه الظواهر المختلفة تحت مظلة التكنولوجيا والتقنيات.
وليس التحدي للتطور من المنظمات نفسها، بل حتى من الشخص نفسه ليصل إلى مستويات عالية من الكفاءة للعمل في البيئات المتقدمة، ونذكر ما قاله عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -: “اغْدُ عالما أو متعلِّمًا، ولا تَغْد إمَّعة فيما بين ذلك“. والإمعة كما يقول ابن الأثير: الذي لا رأي له، فهو يتابع كل أحد على رأيه.
بيئة العمل التقنية في مواجهة سلبية الشركات
التحدي لازال وسيستمر دوما للتعايش مع التكنولوجيا الحاضرة والمحاولات الجادة للتصدي للسلبيات والتي قد تؤثر على الشركات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، على المدى الطويل أو على المدى القصير.
إذًا لابد أن يتحول هذا الصراع إلى حوار يهدف إلى التثقيف والتعليم والتطوير والتعاون بين الأعمال والأنظمة التقنية بطريقة سلسة تناسب الفئات المختلفة؛ لتترجم الاستراتيجية بشكل منظم ودقيق وسريع النتائج، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار أن العقل البشري مطلوبا لترجمة تلك الأعمال والمهام على الأنظمة؛ ليحدث التكامل بين العطاء والأخذ وتتحقق النجاحات بصورة أفضل تستطيع مواجهة التغييرات الحديثة والمتجددة؛ لإيجاد بيئة العمل المثالية.
اللهم إنا نسألك العلم النافع والعمل الصالح المتقبل. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.
– لمزيدٍ من مقالات ريادة الأعمال وأحدث أفكار مشاريع صغيرة ناجحة قابلة للتنفيذ – يمكنكم الحصول عليها عبر موقع ريادة.
المصدر: ريادة