بينما لا يزال آي-فون 12 حديث عهد بالإطلاق، لكن الشائعات بدأت تدور حول ما سيكون في آي-فون العام القادم، وربما للعام الذي بعده، أو أبعد من ذلك. في هذه المرة يقال بأن الآي-فون القادم سيتم تزويده بعدسة Periscope بريسكوب أو زوم المنظار بالشراكة مع سامسونج، وبالفعل أشار تقرير صادر من المحلل الشهير والموثوق Ming-Chi Kuo أن هذا قادم في عام 2022، فما هي كاميرات البريسكوب، وماذا يعني إضافتها في الآي-فون القادم؟
أول هاتف تم تزويده بتقنية البريسكوب
كاميرات الـ Periscope ليست تقنية جديدة وحديثة، لقد كانت موجودة منذ سنوات، ضع في اعتبارك أن الهواتف المحمولة زودت بكاميرات فقط بداية من عام 2000. وفي عام 2004، أعلنت Vodafone عن إطلاق شبكة 3G في المملكة المتحدة مع هاتفها Sharp 902، وكان يعتبر أول هاتف بكاميرا دقة 2 ميجابيكسل في أوروبا بأكملها، وكان يتميز بتقريب بصري 2x. وكان هذا التكبير يتم باستخدام كاميرا واحدة فقط بدلاً من التبديل من كاميرا واسعة إلى كاميرا تليفونية كما تفعل الهواتف الحديثة اليوم، وهذا بسبب استخدام تقنية وتصميم كاميرا البريسكوب.
ثم أطلقت هاتف Sharp 903 في 2005 بدقة تصل إلى 3.15 ميجابكسل، وجاء خليفته 904 بنفس الدقة مع استخدام التقريب البصري في مكالمات فيديو 3G.
بعد ذلك، بدأت التقنية تنتشر في الهواتف وعلى رأسها هواتف نوكيا الرائدة في ذلك الوقت، مثل Nokia N93 وخليفته N93i بكاميرا 3.15 ميجابيكسل بها عدسة Zeiss “الألمانية” مع تقريب بصري 3x.
تقنية البريسكوب تم استخدامها في الكاميرات المستقلة قبل الهواتف بوقت طويل. فقد انتشرت بكثرة في كاميرات الجيب فائقة النحافة في التسعينيات للتخلص من الحاجة إلى العدسات المزودة بمحركات والتي يبرز عند التصوير عن جسم الكاميرا. كانت تلك الأجهزة المبكرة ذات جودة رديئة جدًا من حيث البصريات، لكن أبل بالطبع لن تستخدم واحدة حتى تتمكن من تلبية معايير الشركة العالية جدًا لجودة التصوير الفوتوغرافي.وهذا ما نلاحظه على أبل:
لا تستخدم أي تقنية جديدة حتى تتأكد تماما من تطويرها وخلوها من أي مشاكل حتى تتناسب مع معايير الجودة الخاصة بها، وهذا هو السبب في أنك نادرًا ما ترى أي تقنية جديدة من أبل. كما تعلم، أشياء مثل الهواتف القابلة للطي، والكاميرات الأمامية المنبثقة، أو ماسحات بصمات الأصابع الموجودة أسفل الشاشة. وبالتالي تضمن أبل التقنيات المجربة والمختبرة جيدا، مما يجعل أجهزتها أكثر موثوقية.
ويُعتقد أن أول هاتف ذكي رئيسي يتميز بكاميرا زووم منظار “بريسكوب” هو هاتف P30 Pro من هواوي لعام 2019، على الرغم من أن شركة Oppo كانت قد كشفت النقاب عن هذه التقنية في المؤتمر العالمي للجوال في عام 2017.
ومن أجل فهم فوائد عدسة المنظار، نحتاج أولاً إلى فهم كيفية عمل عدسات الزوم البصري.
كيف يعمل الزوم البصري؟
يشير مصطلح “العدسة” “Lens” عادةً إلى البناء الكامل للعدسة وجميع مكوناتها، بينما يُشار إلى العدسات الزجاجية كعنصر من مكونات العدسة.
يمكن أن يتضمن البناء الفعلي لعدسات الزوم عددًا كبيرًا من المكونات، بما في ذلك طبقات زجاجية متعددة، مع مكونات متحركة متعددة. ولكن في أبسط صورها، تتطلب عدسة التكبير والتصغير ثلاثة عناصر: أمامية ومتوسطة وخلفية. يمكن تثبيت العناصر الأمامية والخلفية، بينما يتحرك العنصر الأوسط بينهما.
هذا الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقة واحدة هو توضيح بسيط لكيفية التكبير والتصغير:
يشير مطلح Biconcave lens في الفيديو إلى العدسة مقعرة الوجهين وتستخدم لتوسيع حزم الضوء أو لزيادة الأطوال البؤرية في الأنظمة البصرية، وعادةً ما تستخدم مع العدسات الأخرى.
تكمن مشكلة عدسات الزوم في أن العناصر الأمامية والخلفية يجب أن تكون متباعدة بمسافة معينة. بشكل عام، كلما زاد عامل التكبير، زادت هذه المسافة، وهذه بالطبع مشكلة، خاصة عندما تريد أن يكون لديك تكبير بصري عالي داخل جهاز نحيف للغاية مثل الآي-فون.
ولذلك، تحاول أبل أن تتغلب جزئيًا والتعويض عنه ببروز الكاميرا الذي لا يستحسنه الكثيرون، وبالطبع هذا ليس حلاً مثاليًا، ولا تزال هناك حدود لمدى امتداد العدسة حتى تبدو مقبولة وليس هكذا بالمنظر السخيف موضع السخرية. هذا هو السبب في أن أجهزة الآي-فون الحالية مقصورة على تقريب بصري 2x.
يمكنك بالطبع تكبير الصورة بشكل أكبر، لكن هذا يعتمد على التقريب الرقمي، الذي يقوم فقط بعمل اقتصاص cropping للصورة أكثر من مرة، وهذا بالطبع يكون على حساب الدقة والجودة.
ما هي عدسة الـ periscope أو زوم المنظار؟
إن البريسكوب في الأساس عبارة عن أنبوب به عدستين بزاوية 45 درجة مثبتة في طرفيه. يتم تثبيت داخل أنبوبة مرآتين في وضع متعاكس لكي يسقط الضوء على احداها فتعكسه على الأخرى، وبذلك يمكن رؤية الطرف الآخر، مثل الذي في الغواصة، لرؤية ما فوق سطح الماء دون حاجة إلى الخروج من الماء مثلاً، أو رؤية ما وراء الجدران، أو في الحروب والخنادق. ملحوظة: يمكن إدخال المرايا والعدسات لتكوين صور مكبرة ومصغرة حسب الاحتياج. وتستخدم عدسة المنظار نفس المبدأ، ولكن بمرآة واحدة فقط، لثني الضوء بمقدار 90 درجة. يمكنك رؤية الفكرة هنا، في صورة Oppo هذه.
على اليسار توجد عدسة تكبير تقليدية، والتي تتطلب أن تتناسب جميع العناصر مع عمق الهاتف الذكي (بالإضافة إلى نتوء صغير). على اليمين، توجد عدسة بريسكوب، والتي تسمح لطول العدسة أن تكون أطول بكثير، وبالتالي أن عمق الهاتف ونحافته لم يعد يمثل مشكلة.
ماذا ستعني عدسة Periscope لأجهزة الآي-فون المستقبلية؟
الجواب باختصار هو: تكبير بصري أكبر بدون أي تأثير على جودة الصورة ودقتها. ولكن ما هو مقدار هذا التكبير البصري؟ الحقيقة أن هذا سؤال مفتوح. على الرغم من أن تصميم المنظار الحالي في الهواتف، يعني أنه على أبل ألا تقلق بشأن سماكة الآي-فون، إلا أنه لا يزال يتعين عليها إيجاد مساحة داخل الهيكل لأي طول مادي للعدسة، في حين أن المساحة المستغلة للمكونات داخل الهيكل ستكون أكبر من الطريقة التقليدية القديمة، لذلك لا تزال هناك حدود.
ومع ذلك، يستخدم هاتف جلاكسي S20 Ultra من سامسونج عدسة بيريسكوب لتوفير تقريب بصري 10x، بحيث يكون ذلك التقريب فعليا وليس رقميا. وها هي نفس الصورة التي تم التقاطها على هذا الهاتف بدون تكبير وبتكبير 10x:
وتُظهر صورة أخرى الفرق بين التكبير البصري 10x مع تقريب 10x على آي-فون 11 برو ماكس، والذي يستخدم تقريب بصري 2x ثم الباقي عبارة عن زوم رقمي. انظر إلى المركبات الموجودة على الجسر والأشجار بجوار River Café أسفل اليمين للحصول على الفكرة الأساسية.
لذلك من المتوقع أن نرى زوومًا بصريًا بمعدل 10x، أو قريبًا منه، في أول آي-فون مزود بعدسة بريسكوب. وبالتأكيد ستقدمه أبل مع دعم من برامجها القوية وستكون النتائج مبهرة، ومن المحتمل أن تكون نقطة بيع قوية أيضا.
