هل تتذكرون عبارة ستيف جوبز الشهيرة ” one more thing” التي لطالما قالها في نهاية كل مؤتمر لأبل وقبل كشف النقاب عن الآي-فون الجديد، هذه المرة وخلال حدث أبل الإفتراضي، لم يكن هناك مثل تلك العبارة لأن تيم كوك لم يكشف النقاب عن آي-فون 12 الذي طال إنتظاره حيث أدت جائحة كورونا لتأخير سلسلة التوريدات ومن ثم تقرر تأجيله إلى شهر أكتوبر، ولكن كما يقولون “رب ضارة نافعة” حيث خلق غياب الظهير الرباعي (الآي-فون) فرصة لشركة أبل حتى تثبت للجميع أنها تخلصت من تبعيتها للآي-فون ولنتعرف على كيف تحولت أبل لشركة تمتلك مجموعة متنوعة من المنتجات التي لا تقل أهمية عن منتجها الشهير.
غياب الآي-فون
في السنة المالية 2020 التي انتهت يوم الأربعاء 30 سبتمبر الماضي يتوقع أن تحقق أبل عائدات بقيمة 274 مليار دولار وأرباح تصل إلى 57 مليار دولار بنسبة نمو 17% و 7% على التوالي مقارنة بعام 2015 (أفضل أعوام أبل) حيث تمكنت من تحقيق عائدات بقيمة 234 مليار دولار و 53.3 مليار دولار أرباح.
ومع أن تلك الأرقام ليست بالكبيرة إلا أن الشركة الأمريكية تمكنت من النمو ولو بشكل بطيء خلال تفشي فيروس كورونا المستجد كما أن سهم الشركة تضاعف أربع مرات ووصلت قيمة أبل السوقية إلى 2 تريليون دولار وهذا في ظل جائحة عالمية بالإضافة إلى تدهور مبيعات الآ-يفون.
وخلال السنوات الماضية، تراجعت عائدات الآي-فون بنسبة 16% أي حوالي 44% من مبيعات أبل الإجمالية في الربع الأخير- ومع ذلك، تمكنت المنتجات الأخرى مثل الملحقات والأجهزة القابلة للإرتداء من النمو بنسبة وصلت إلى 144% أي حوالي 6.45 مليار دولار كعائدات، كما ارتفعت عائدات الآي-باد بنسبة 45% لتصل إلى 6.45 مليار دولار أما قطاع الخدمات التابع لأبل فقد زاد بنسبة 162% لتحقق الشركة عائدات منه بقيمة 13.2 مليار دولار.
التبعية للآي-فون
خلال حدث أبل الذي غاب عنه الآي-فون، سلط تيم كوك الضوء على الخدمات والمنتجات الأخرى التي توفرها أبل لحوالي مليار مستخدم للآي-فون والتي تُحقق منها الشركة إيرادات تعوض انخفاض المبيعات في الآي-فون نتيجة المنافسة القوية وأيضا تفشي الفيروس التاجي.
وإليك بعض الإحصائيات عن قوة منتجات أبل الأخرى، مقابل كل 100 جهاز آي-فون تقوم الشركة ببيعه، يتم شحن 49 زوج من سماعات إيربودز بجانب 14 ساعة ذكية لأبل، وفي المقابل ووفقاً لشركة أبحاث السوق Canalys، مقابل 100 هاتف رائد لشركة سامسونج، يتم شحن 34 سماعة جالاكسي بودز اللاسلكية و 14 ساعة ذكية للشركة الكورية.
وعادة ما تُباع أجهزة أبل بهامش ربح أعلى، على سبيل المثال، سماعة سامسونج اللاسلكية تُباع بمبلغ 85 دولار ونسخة البلس تباع بمبلغ 140 دولار في حين أن إيربودز يصل قيمتها إلى 134 دولار بينما النسخة برو فيصل سعرها إلى 229 دولار.
أما في سوق الساعات الذكية، تمكنت أبل من الهيمنة على حصة 40% من الحصة العالمية وهي القيمة تعادل ضعف حصة أقرب منافس لها وهو هواوي والذي يمتلك 20% فقط.
ووفقا لشركة البحوث Loup Ventures، فإن 9% من مستخدمي أبل يمتلكون ساعة أبل ووتش- أي حوالي 100 مليون شخص وتتوقع الشركة أن يصل هذا الرقم إلى 50% على مدار العشر سنين القادمة مما يعني بيع 50 مليون وحدة سنويا من ساعة أبل الذكية فقط.
أما عن سماعات الرأس اللاسلكية، استطاعت أبل الاستحواذ على حصة سوقية بلغت 38% أي ما يعادل أربعة أضعاف المنافس الأقرب لها وهي شركة شاومي الصينية.
أيضاً كشفت أبل خلال مؤتمرها الأخير عن خدمتها Apple One والتي تتضمن اشتراك شامل لمجموعة من خدماتها مثل الفيديو والألعاب والأخبار والموسيقى وبالطبع سوف تكون تلك الخدمة الجديدة إضافة قوية لقطاع الخدمات بالشركة من أجل زيادة العائدات الفترة القادمة.
وجهة نظر
أصبحت منتجات وخدمات أبل تُشكل قوة ومصدر دخل كبير للشركة كما أنها تُخبرنا أن جهاز الآي-فون قد يكون الأشهر والأقوى للشركة إلا أنه لم يعد الوحيد الذي يجلب لها مليارات الدولارات بالإضافة إلى أن أبل أظهرت قدرتها على التخلص من التبعية للآي-فون ولو بشكل جزئي وليس بالكامل وأنها لم تعد شركة الآي-فون فقط بل أصبحت تمتلك منتجات وخدمات أخرى سوف تصبح أقوى بكثير خلال السنوات المقبلة ومع ذلك لا يزال الآي-فون هو المنتج الأكثر قوة وشهرة ولكن ربما بعد عقد من الآن قد يصبح الآي-فون من الماضي بالنسبة لمنتجات أبل الأخرى.