يعد الإنترنت الفضائي نوعًا من أنواع الاتصال الذي يستخدم قمرًا صناعيًا للحصول على إشارة إنترنت من مزود خدمة الإنترنت (ISP) إليك، ويتم استخدام هذا النوع من الإنترنت لتوفير الاتصال للأشخاص الموجودين في المناطق المعزولة عبر الأقمار الصناعية المتواجدة في الفضاء ضمن مدار متزامن مع دوران الأرض.
كيف يعمل الإنترنت الفضائي ؟
يُرسل مزود الخدمة حزمة من إشارات الإنترنت إلى القمر الصناعي المتواجد في الفضاء، ثم تأتي إشارة الإنترنت إليك ليتم التقاطها بواسطة طبق القمر الصناعي. طبق القمر الصناعي الخاص بك يجب أن يكون موصولاً بالمودم (الراوتر) الموجود في منزلك، والذي يربط جهاز الكمبيوتر الخاص بك، أو الهاتف المحمول بشبكة الإنترنت. ثم يتم إرسال البيانات من جهازك إلى الطبق، ثم القمر الصناعي (أي بجهة معاكسة).
يستعين إنترنت الأقمار الصناعية بتقنية البث المتعدد لبروتوكول الإنترنت (IP) مما يعني أنه سيتمكن من توفير ما يصل إلى 5000 قناة اتصال في وقتٍ واحدٍ عبر قمر صناعي واحد.
يرسل الإرسال المتعدد IP البيانات من نقطة واحدة إلى عدة نقاط بنفس الوقت عبر إرسال البيانات بشكل مضغوط، حيث يقلل الضغط من حجم البيانات، وعرض النطاق الترددي، وبهذا يصبح نقل البيانات عبر الانترنت باستخدام الاقمار الصناعية سريعًا للغاية.
سرعة الإنترنت الفضائي
هناك اختلافات كبيرة في سرعة ونوع خدمة إنترنت الأقمار الصناعية بين الشركات المزودة، فبعضها بطيء لا يمكن استخدامه إلا لإرسال رسائل البريد الإلكتروني، وبعضها سريع ويمكن استخدامه لأي شيء على الإنترنت، من لعب الألعاب، إلى مشاهدة الأفلام ذات الدقة المرتفعة. عادة ما توفر الأقمار الصناعية الأحدث اتصالات أسرع، ولديها نطاق ترددي أكبر.
يبلغ متوسط سرعة إنترنت الأقمار الصناعية 31 ميجا بايت في الثانية، ولكن هنالك شركات توفر سرعة أكبر من هذه السرعة. فشركة مثل Starlink التي يملكها إيلون ماسك توفر الإنترنت بالأقمار الصناعية بسرعة تزيد عن 100 ميجا بايت في الثانية، وهذا ما يكفي لمشاهدة عدة أفلام عالية الدقة بوقتٍ واحدٍ.
متوسط التكلفة الشهرية للإنترنت الفضائي
يبلغ متوسط تكلفة الانترنت باستخدام الأقمار الصناعية في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً حوالي 100 دولار شهريًا. وعادة ً ما يتم حساب التكلفة الشهرية لهذا النوع من الإنترنت بناءً على السرعة المقدمة، فبالطبع السرعة الأكبر تعد مكلفةً أكثر، فإن كنت تحتاج إلى مزيد من السرعة فيجب عليك أن تدفع اشتراكاً شهرياً أكبر.
وهنالك بعض الشركات تحسب التكلفة حسب حجم البيانات المستخدمة، وهذا يعتمد على ما تفعله على الإنترنت، فإن كنت تتصفح الويب فقط، وتتفقد رسائل البريد الإلكتروني من حينٍ إلى آخر فربما تكفيك الخطة الأساسية التي تبلع 35 جيجا بايت.
وإن كنت من هواة الألعاب، أو مشاهدة الأفلام، ومقاطع الفيديو، فيجب عليك التفكير بزيادة حجم البيانات المستهلكة، وبالتالي ستضطر إلى دفع تكلفة إضافية لأن مشاهدة ساعة واحدة من فيلم ذو دقة عالية على نتفليكس مثلًا سيؤدي إلى استهلاك ما يصل إلى 3 غيغابايت من البيانات.
أشهر شركات الإنترنت الفضائي
يعتمد اختيار أفضل خدمة انترنت بالأقمار الصناعية على احتياجاتك، حيث بدأت الشركات التكنولوجية تتنافس بشراسة في هذا المجال وذلك سعياً منها لتلبية احتياجات كافة سكان العالم، فإيلون ماسك، وجيف بيزوس هم أوائل المفكرين بإنترنت الأقمار الصناعية الذي سيغزو الكرة الأرضية قريبًا.
مشروع كايبر “Project Kuiper”من أمازون
Project Kuiper هو مبادرة لإطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض والتي ستوفر اتصالًا عريضًا بسرعات منها عالية، ومنها منخفضة للأماكن المعزولة في كافة أنحاء العالم. يعود مشروع الانترنت باستخدام الأقمار الصناعية (كايبر) إلى شركة أمازون التي أعلنت أن تكلفته تبلغ 10 مليارات دولار، ويهدف إلى وضع أكثر من 3200 قمر صناعي ضمن مدار أرضي منخفض، وذلك لتوفير خدمة إنترنت الأقمار الصناعية.
ويقول راجيف باديال، نائب رئيس التكنولوجيا في مشروع كايبر “إن كنت تريد إحداث فرقًا في المجتمعات التي لا يصلها إنترنت، فأنت بحاجة إلى تقديم الخدمة بسعر مناسب للعملاء”.
من الجدير بالذكر أن أمازون هي شركة تقنية أمريكية متعددة الجنسيات يقع مقرها الرئيسي في واشنطن، وتركز في أعمالها على الذكاء الاصطناعي، والتجارة الإلكتروني، والحوسبة السحابية، والتدفق الرقمي، وهي أحد أكبر 5 شركات في صناعة تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية. تم تأسيس شركة أمازون من قبل جيف بيزوس الذي يديرها الآن، وقد كانت بداياتها عبارة عن متجر لبيع الكتب عبر الإنترنت، ولكنها توسعت شيئًا فشيئًا لتشمل بيع الإلكترونيات، والبرامج وألعاب في الفيديو، والملابس، والأثاث، والأطعمة، والألعاب، والمجوهرات.
ستارلينك Starlink
يرفع مشروع ستارلينك Starlink الذي تنفذه شركة SpaceX التي يملكها إيلون ماسك شعار توفير إنترنت النطاق العريض عالي السرعة ومنخفض زمن الوصول عبر تقديم خدمة الانترنت باستخدام الأقمار الصناعية. تعد أقمار ستارلينك أقرب إلى الأرض بأكثر من 60 مرة من الأقمار الصناعية التقليدية مما يؤدي إلى انخفاض زمن الوصول، وبالتالي الحصول على إنترنت سريع للغاية.
تقدم ستارلينك Starlink الآن خدمة تجريبية أولية على الصعيدين المحلي، والدولي، وستواصل التوسع إلى أن تغطي كل المناطق المأهولة بالسكان في العالم في العام الحالي. خلال الإصدار التجريبي للإنترنت باستخدام الأقمار الصناعية من ستارلينك تراوحت سرعة نقل البيانات بين 50 إلى 150 ميجا بايت في الثانية.
تشير Starlink أيضًا إلى أنها ستطلق المزيد من الأقمار الصناعية بهدف تحسين سرعة نقل البيانات بشكل كبير.
شركة ون ويب “OneWeb”
تم تأسيس ون ويب “OneWeb” في عام 2012 تلبيةً لطموحات بريطانيا كي تصبح في طليعة تكنولوجيا الفضاء، وذلك عبر إرسال كوكبة من الأقمار الصناعية لتوفير وصول عالي السرعة للإنترنت بكافة أنحاء العالم. فقد أرسلت ون ويب 74 قمرًا صناعيًا، وتخطط إلى أن يصل أسطولها في الفضاء إلى 110 أقمار ثم توصيل الإنترنت إلى كافة أرجاء العالم في عام 2022 ميلادي.
وقد أعلنت الحكومة عن استثمار بقيمة 500 مليون دولار للاستحواذ على ون ويب مع شركة الاتصالات الدولية الرائدة بهارتي جلوبال ” Bharti Global” التي أسسها سونيل بهارتي والذي يشغل حاليًا منصب رئيس مجلس الإدارة في الشركة.