على الرغم أني من عُشاق الأندرويد، إلا أنه كل عام، عندما يحين مؤتمر أبل للمطورين، أخلع قبعة الفخر والإعجاب بنظام الأندرويد وأضعها جانبا وأتابع ما تفعله وتعلن عنه أبل في مؤتمرها WWDC، وعلى الرغم من نظام التشغيل iOS قد نسخ العديد من الميزات في الأندرويد والعكس صحيح، إلا أن هذا ما يجعل الأمر أكثر تشويقا حيث يتنافس كلا النظامين و يستمران في دفع بعضهما البعض لأبعد الحدود والفائز في النهاية هو المستخدم، ومع أن العديد من مستخدمي الأندرويد يرون أن الميزات التي يوفرها نظام التشغيل الجديد iOS 14 برعاية الأندرويد إلا أني يجب أن أعترف بأن هناك العديد من الميزات التي قدمتها أبل لمستخدميها وأرغب في رؤيتها يوما ما على الأندرويد، وخلال السطور التالية سوف أخبركم بتلك الميزات التي أريدها على هاتفي الأندرويد.
قامت جوجل بتضمين خاصية البحث الشامل من قبل في تطبيق جوجل على نظام التشغيل في أندرويد، لكنها سرعان ما قامت بإزالته في عام 2019، هنا فقط، تقدم نظام التشغيل iOS 14 على أندرويد مع وجود شريط البحث الشامل، الذي يستطيع تشغيل التطبيقات، والبحث عن جهات الاتصال، والفلاتر، من خلال الملاحظات الشخصية، كما يقوم بفتح المواقع ويجيب عن التساؤلات حول حال الطقس والخرائط، وغير ذلك الكثير. إلا أن المساعد الشخصي لآبل مستبعد من ذلك التطور، إذ أنه وسيلة مرفهة للقيام بتلك الوظائف ببعض النقرات.
هناك الكثير من التطبيقات المدفوعة على متجر جوجل، ولا تسمح لأكثر من مستخدم واحد للاستفادة من ذلك الاشتراك، فإذا قام المستخدم بدفع الاشتراك لأحد التطبيقات، لا يمكنه مشاركة التطبيق مع أحد من أصدقائه أو أفراد عائلته، دون أن يقوم هو الآخر بسداد الاشتراك. وتوفر ميزة الأسرة مشاركة التطبيقات بين افرادها وهذه الميزة موجودة في أبل وجوجل لكن أبل أضافت إليها الآن خيار يمكن للمطورين من توفير مشاركة الاشتراك، بحيث يمكن للاشتراك الواحد أن يتشارك فيه أكثر من مستخدم. يلاحظ أن هذه الميزة ليست متاحة على كل الأجهزة، لكن يكفي أنها متاحة.
سبقت جوجل أبل بسنوات في توفير الويدجيت في النظام لكننا وجدنا في مؤتمر iOS 14 أن أبل تفاخرت بتقديمها، السر يعود إلى إمكانيات تخصيص الويدجت في iOS 14 الكبيرة مثل سحب واحدة فوق الأخرى لدمجهم سوياً ثم التمرير خلالها وهذه الميزة تمكنك من وضع عدة ويدجيت في نفس المكان فلا تحتاج إلى تخصيص أماكن لهم. فمثلاً إذا كنت تستخدم مشغل موسيقى على الجهاز، وخدمة بث ، وتطبيقًا مسموعًا ، ومشغل بودكاست ، يمكنك الحصول عليهم جميعاً في ويدجيت واحد من أدوات الصوت. هذا بالإضافة إلى الأدوات الذكية، التي تستخدم الذكاء الصناعي للهاتف بناء على استخدمات مالك الجهاز وموقعه والوقت الحالي والذي يتمثل في أداة سمارت ستاك Smart Stack والتي سوف توفر للمستخدم التطبيقات المصغرة بشكل تلقائي بناءا على وقت معين من اليوم وتلك الاداة الذكية مشابهة لأداة At A Glance من جوجل والمتوفرة في هواتف بيكسل والتي تقوم بتغيير المعلومات بشكل ديناميكي بناءا على ما قد يكون ذا صلة بك في وقت محدد، ومع ذلك تلك الخاصية من أبل تتفوق على مثيلتها في جوجل، بسبب جاذبيتها ومرونة استخدامها، بالإضافة إلى أنها لا تقتصر على أنواع محددة من البيانات. أي اختصاراً فجوجل سبقت أبل في توفير الويدجيت في النظام لكن أبل أضافتها بشكل أكثر تطوراً بكثير من الموجودة في الأندرويد. فهل تحسن جوجل من الويدجيت الخاص بها؟
تتيح هذه الميزة تصغير حجم التطبيق مع استمراره في العمل، فإذا كنت تريد فعل شيء ما على الشاشة الرئيسية أثناء تشغيل تطبيق اليوتيوب، فيمكن تصغير الشاشة مع استمرار قدرتك على مشاهدة الفيديو، وأثناء ذلك، ستقوم بما تود القيام به على الشاشة الرئيسية للآي-فون. أضافت جوجل هذه الخاصية في وقت سابق مع نظام التشغيل أوريو Oreo، لكنها لا تزال نسخة تحت التطوير حيث تنحصر إمكانيات الميزة في جوجل على السحب، التوسيع، والإغلاق فقط. بينما الخاصية في أبل تحتوي على ميزتين إضافيتين، الضغط للتكبير، وتغيير حجم النافذة العائمة، مع سهولة التصغير من الشاشة واستعادة حجمها السابق مرة أخرى، إلا أن أبل قد أضافتها و أصدرتها بشكل نهائي وموسع كأحد مميزات نظام التشغيل الجديد iOS 14.
الكثير من المستخدمين يستمتعون ويفضلون التواصل باستخدام الرسائل الصوتية، نظراً لسهولة التعامل بها وسرعتها وتدعم جوجل هذه الخاصية فقط من خلال تطبيق واتساب، لكن لا توجد رسائل جوجل أو Telegram، أو أي خدمة أخرى. في نظام التشغيل iOS 14، قامت أبل بإضافة خاصية إرسال تسجيل صوتي على تطبيقها iMessage عن طريق المساعد الصوتي سيري، إلا أن تشغيل تلك الرسائل والاستماع لها غير مؤكد حتى الآن ولكن أعتقد أن سيري سوف يحصل على تلك الميزة قريبا وربما قبل مساعد جوجل.
يجد المشاركون في المحادثات الجماعية على جوجل بعض الصعوبات في محاولة اللحاق بالمحادثة، ومعرفة من رد على من. التحسين الذي قامت به أبل في iMessage يتمثل في إظهار الردود عن طريق النقر على أحد الرسائل، حيث تظهر بشكل عائم، على غرار Slack، ومن ثم، فلن يكون هناك حاجة إلى تمرير المحادثة لأعلى أو لأسفل لمتابعة التعليقات والردود.
على الرغم من أن كلاً من أبل وجوجل تقدمان حلولاً لدعم المنزل الذكي، إلا أن هذه الخدمة في جوجل ليست بذات الكفاءة، فهي عبارة عن مجموعة من الاختصارات لجزء من مميزات عدد من الملحقات المنزلية، (ليس كلها)، في حين أن البعض الآخر مفقود بشكل غامض. لقد تداركت أبل تلك المشكلة وقامت بتحسين الخدمة بشكل فعال في نظام تشغيل iOS 14 الجديد، ففي Apple Home، يوجد شريط تمرير في الأعلى يحتوي على عناصر تستلزم رد فعل من المستخدم، (أشبه بالإشعارات)، مثل ترك أحد المصابيح مضاء، أو أقفال تركت مفتوحة. بالإضافة إلى إضافة خاصية الإضاءة التفاعلية، والتي عن طريقها يتمكن المستخدم من ضبط السطوع واللون طوال اليوم، دون الحاجة إلى القيام بذلك عن طريق الجدولة، أو بشكل مستقل. إن التطبيق يقدم اقتراحات لكيفية التحكم في الجهاز الجديد، من خلال عدد من العناصر. فإذا قمت مثلاً بإضافة مصباح للشرفة، ستظهر نافذة تقترح إيقاف التشغيل عند المغادرة، وتشغيله عند القدوم، خاصة لو تم ربط ذلك الأمر بمستشعر حركة قريب.
قدمت أبل عرضاً توضيحياً لمفتاح السيارة المدمج مع سيارة BMW، وكان من أكثر أحداث WWDC إثارة. مفتاح السيارة من أبل يتيح للمستخدم فتح باب السيارة وتشغيلها، من خلال شريحة NFC المدمجة في جهاز الآي-فون، ومن المثير حقاً أن المفتاح يظل يعمل حتى إذا انتهت بطارية الهاتف لمدة خمس ساعات. كما يسمح النظام بمشاركة مفتاح السيارة مع عدد من جهات الاتصال، مع القدرة على التحكم في صلاحيات كل منهم. إن جوجل تعمل منذ فترة على محاولة استبدال بعض الأوراق الرسمية لصورة رقمية تكون موجودة في الهاتف، مثل رخصة القيادة أو جواز السفر، وهو اتجاه عام للرقمنة. إلا أن ابتكار أبل لمفتاح السيارة بما فيه من خصائص، يعتبر أكثر جاذبية وإثارة.
هي خاصية تسمح بمسح رموز QR أو علامات NFC بهدف القدرة على السداد. وفرت جوجل ميزة مشابهه قبل سنوات، لكن مرة أخرى وتماماً مثل الويدجيت أن تقدم أبل الميزة لأول مرة أكثر تطوراً من السابقين حيث قامت بتحسينها بشكل كبير عن منظومة جوجل حيث يستطيع المستخدم أن يقوم بركوب القطار أو شراء المنتجات عن طريق مسح الرمز، دون الحاجة للدفع بالطريقة التقليدية. ولن يكون هناك تطبيق تحتاج إلى تحميله وتثبيته على هاتفك للاستفادة من هذه الخاصية.
إن الحفاظ على الخصوصية هي الشغل الشاغل لكلا نظامي التشغيل أندرويد و iOS على مدى تاريخهما، والإصدار الجديد من نظام تشغيل أجهزة الآيفون رقم 14 ليس استثناء من القاعدة. تتعلق دوماً خاصية مشاركة الموقع بعامل الخصوصية. وما يميز الإصدار الجديد في iOS 14 هو خاصية الموقع التقريبي. بالنسبة للتطبيقات التي تطلب مشاركة الموقع لتحديد الأماكن والخدمات القريبة، يقوم النظام بمنح تلك التطبيقات موقعاً تقريبياً وليس دقيقاً بهدف الحفاظ على الخصوصية، وهو أمر رائع. بالإضافة إلى ذلك، يقوم النظام برفض الوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بك لتطبيقات الطرف الثالث، ولكن يتم مشاركة جهات الاتصال التي تقوم أنت بتحديدها.
في بعض الأحيان يحاول أحد المواقع التعرف على موقعك لأغراض تسويقية وتجارية. كذلك، فإن تطبيقات مثل فيسبوك، تعمل بنفس الأسلوب، خاصة عندما يقوم أحد الأشخاص باستهدافك حتى تكون معنياً بإعلان مدفوع. بالنسبة للمواقع، يقوم متصفح سفاري بحجب أي محاولات للتعرف على موقعك بشكل خفي، أما فيما يتعلق بالتطبيقات (مثل فيسبوك) فسيتعين على المطورين طلب الإذن منك قبل أن يتم السماح لهم بمعرفة موقعك. هذه القدرة الفائقة على احترام الخصوصية ليست متوافرة بعد في متصفح جوجل أو على نظام التشغيل أندرويد حتى الآن.
تتيح أبل للمستخدمين معرفة المعلومات التي سيتم مشاركتها على أحد التطبيقات التي يتم تحميلها من متجر أبل قبل أن يقوم المستخدم بالتحميل الفعلي للتطبيق. إنها خطوة جريئة جداً من أبل، لكنها تستلزم الكثير من الشفافية والمصداقية من جانب المطورين.
جوجل وأبل في تنافس دائم لتقديم الميزات المذهلة للمستخدمين ومحاولة التغلب على الآخر، ومع إنني أحد مستخدمي الأندرويد الذين تباهوا كثيرا الفترة الماضية بقوة الأندرويد وميزاته وشعبيته على عكس الآي-فون إلا أنني أغبط مستخدمي الآي-فون هذه المرة والفضل يرجع لنظام التشغيل الجديد iOS 14.
البحث الشامل
مشاركة الاشتراكات
الويدجت المطورة
مزايا صورة داخل صورة
رسائل صوتية عبر سيري
المحادثات الجماعية
دعم المنزل الذكي
مفتاح السيارة في أبل
App Clips
مشاركة الموقع والخصوصية
تتبع التطبيقات
متجر التطبيقات
وجهة نظر
–
ما رأيكم في تلك الميزات, وإذا كنت من مستخدمي الأندرويد فهل تفكر في الإنتقال للآيفون، شاركونا بآرائكم في التعليقات