من بين جميع الابتكارات المثيرة للاهتمام التي صدرت في معرض CES 2022 للإلكترونيات الاستهلاكية هذا الأسبوع، أثار اهتمامنا جهاز التحكم عن بعد Eco الجديد من سامسونج، والذي يعد بالبقاء مشحونًا من خلال استخلاص الطاقة من إشارات Wi-Fi الموجودة بالفعل في كل مكان حولنا، فهل يمكن أن تقدم آبل AirTags تشحن بنفس الطريقة؟
جهاز Eco Remote ليس منتجًا جديدًا تمامًا؛ بل هو تحديث لإصدار العام الماضي، والذي عرض الشحن بالطاقة الشمسية، المتوفرة أيضا مع النموذج الجديد، لكنك لن تحتاج على الأرجح إلى الشحن باستخدام الطاقة الشمسية، وبدلا من ذلك يمكنه جمع موجات الراديو من جهاز الراوتر الخاص بك وتحويلها إلى طاقة.
تعتبر هذه تقنية رائعة، لكن لا تناسب الكثير من الأجهزة لأنها مناسبة فقط للأجهزة منخفضة الطاقة للغاية، مثل أجهزة التحكم عن بعد. لكن هذا لا يمنع من كونها فكرة جديدة مدهشة، وما يزيد دهشتنا، هو أنه كيف لأبل عدم التوصل إليها مسبقاً، مع أنها هي من طورت تقنية الشحن اللاسلكي بعيد المدى منذ عام 2016 على الأقل.
نحن على يقين من أن شركة أبل لديها خطط أكبر بكثير لهذه التقنية، ولكن ما زال الطريق طويلاً أيضًا لإخراجها بالشكل المطلوب، وهذه هي طريقة أبل كما عودتنا.
قد يكون شحن الآي-فون عبر الهواء أمرًا رائعًا، لكن سيتطلب الأمر أجهزة إرسال متخصصة تعمل على إرسال كميات أكبر من الطاقة تناسب تلك الأجهزة.
عندما كشفت آبل النقاب عن تلفاز أبل TV 4K العام الماضي، جاء مزوداً بجهاز تحكم Siri Remote مُعاد تصميمه بالكامل، ولكن لا يزال يلزم توصيله بكابل Lightning ليتم شحنه، ولن يحتاج معظم الأشخاص إلى القيام بشحنه أكثر من مرتين في السنة، ومع ذلك قد يكون الأمر مملاً لدى بعض الأشخاص، فهم يرون أنفهم مجبرون على توصيل الريموت بالشاحن والانتظار، وهو بذلك قد يكون ضيع أوقاتاً ثمينة.
هل يمكن شحن AirTags بالترددات اللاسلكية؟
ريموت Siri هو جهاز ثابت نسبيًا، وإعادة الشحن غير المتكرر له أفضل بكثير من تغيير البطاريات بشكل مستمر، ناهيك عن الأثر البيئي للبطاريات التي تستخدم لمرة واحدة.
وأشار موقع 9to5Mac التقني، أن AirTags مثالية بشكل كبير لهذه التكنولوجيا، لأنها تعمل أيضًا بمستويات طاقة منخفضة جداً مقارنة بريموت التلفاز.
بينما يتطلب تجميع طاقة Wi-Fi أن تكون الأجهزة ضمن النطاق المعقول لشبكة Wi-Fi، ولا يحتاج الأمر إلى تعقيدات كبيرة لتجميع الطاقة، ولكن فقط موجات الراديو الأولية. وهذا يعني أنه من المحتمل أن يعمل بشكل جيد في المكتب أو المدرسة أو حتى في مركز التسوق، يعني في أي مكان يوجد به تركيز قوي بدرجة كافية للإشارات اللاسلكية في الهواء.
التحديات في تجميع الترددات الراديوية لتشغيل AirTags
لا تزال أجهزة AirTag تتطلب بطارية داخلية، نظرًا لأنه من الصعب تجميع ترددات Wi-Fi لتوفير طاقة كافية لتشغيلها، وبدلاً من ذلك، يمكن استخدام تلك الترددات لشحن بطارية قابلة لإعادة الشحن، وهذا سيضمن عمل AirTag حينا من الزمن دون إعادة شحنها.
ولكن يعد هذا الأمر أكثر تعقيدًا لأن تجميع إشارات Wi-Fi يعاني من نفس مشكلات النطاق مثل الاتصال بشبكات Wi-Fi بشكل عام. كلما كنت بعيدًا عن جهاز Wi-Fi أو نقطة وصول، كانت الإشارة أضعف، مما يعني أن جهازك سيكون لديه طاقة أقل للاستفادة منها.
وحتى لو تمكنت هذه التقنية من تشغيل AirTag في ظل ظروف مثالية، فلن تتمكن أبل من الاعتماد على ذلك، فلا بد أن يوفر باستمرار طاقة كافية للقيام بأكثر من شحن البطارية.
وعلى عكس جهاز التحكم عن بعد، فإنه يكون خاملاً لغالبية اليوم، فإن AirTag نشط باستمرار، وهذا يعني أن البطارية ستشحن ببطء شديد، لأن الطاقة الخارجة ستظل أكبر من الطاقة الضعيفة القادمة، وسيكون الأمر أشبه بمليء زجاجة ماء بالقطارة أي نقطة نقطة، وهذا أمر غاية في الملل، وغير مجدي بالمرة.
ولكي تقوم أبل بشحن AirTags لاسلكيًا بهذه الطريقة، يجب جعلها تدخل في وضع الاستعداد منخفض الطاقة على فترات منتظمة. وهذا من الناحية النظرية، ليس صعبًا للغاية، لأننا ببساطة لا نستخدم AirTag طوال الوقت.
تصميم جديد لـ AirTags
بالطبع، توفير ميزة الشحن الهوائي لـ AirTags سيزيد من تعقيد تصميمها، فمتى يجب أن تكون في وقت الاستعداد؟ ناهيك عن مكان تواجدها بالفعل، وتذكر بأن AirTags لا تحتوي على نظام تحديد المواقع GPS، إنها فقط تحتوي على إشارات بلوتوث بسيطة تبث رمز التعريف، ويتلقى الآي-فون أو جهاز تابع لأبل هذا الرمز ثم يبلغ عن موقعه.
وسيتعين على أبل تصميم طريقة موثوقة لـ AirTag لمعرفة مكانها وما إذا كانت بحاجة إلى بث موقعها، ثم الانتقال إلى وضع طاقة منخفض بما يكفي لشحن البطارية في المرة التالية.
أخيرًا، ضع في الحسبان حجم وسعر AirTag بهذا التصميم، حيث إن Eco Remote من سامسونج ليس منتجًا مستقلاً، ولكنه مصمم لأجهزة التلفزيون التي تبلغ تكلفتها آلاف الدولارات، لذلك هناك متسع كبير لتعويض النفقات. وهذا ليس هو الحال مع AirTags، التي تُباع كأجهزة مستقلة، على الرغم من أننا ما زلنا بحاجة إلى الآي-فون لتحقيق أقصى استفادة منها.