الصين هي مصنع العالم ومعظم منتجات آبل يتم تصنيعها هناك ومع ذلك، فإن الشركة الأمريكية تحاول تقليل اعتمادها على الصين وعدم وضع البيض كله في سلة واحدة وخاصة مع القيود المرتبطة بجائحة كورونا والأزمة الأمريكية الصينية ولهذا قررت الشركة تصنيع آي-فون 14 في الهند.
آي-فون 14 صنع في الهند
كانت آبل بطيئة عندما يتعلق الأمر بتقليل اعتمادها على الصين ولكن حاليا مع زيادة التوترات السياسية التي يمكنها أن تؤدي لمخاطر كبيرة على الشركات الأجنبية في الصين وخاصة آبل، ولهذا اتجهت أنظار آبل إلى الهند الذي تعتبر ثاني أكبر سوق في العالم بعد الصين.
ولمن لا يعرف، فإن آبل تقوم بتجميع أجهزة آي-فون SE في الهند وبدأت تتوسع في الاعتماد على الهند لتنضم طرز أخرى مثل آي-فون 12 ومؤخرا آي-فون 13.
وكانت آبل تسعى لبدء تصنيع وإنتاج أجهزة آي-فون 14 في الصين والهند في الوقت ذاته، إلا أن القيود والإضطرابات في سلسلة التوريد قد حالت دون ذلك.
لذا قررت آبل الانتقال لإنتاج الآي-فون الجديد في الصين والهند خلال وقت واحد، إلى الخط البديلة وهي محاولة تقليل فجوة الإنتاج بين السوقين والتي كانت تتراوح ما بين سبعة إلى تسعة أشهر.
وخطة آبل البديلة هي تصنيع آي-فون 14 في الهند بعد حوالي شهرين من الإصدار الأولي للمنتج خارج الصين وهذا سوف يعمل على تضييق الفجوة بين البلدين ولكن لن يغلقها بشكل نهائي. هذا يعني أن عملية التصنيع آي-فون 14 (الطراز 6.1 بوصة فقط) سوف تبدأ بعد شهرين من تاريخ الإطلاق التقليدي في سبتمبر وتحديدا في شهر نوفمبر.
السوق الصينية الهندية
أي محاولة لتقليل الاعتماد على الصين لا يعني أن آبل لم تعد بحاجة إلى العملاق الصيني، تكاد تكون معظم منتجات آبل مثل الآي-فون والآي-باد والماك بوك وغيرها، صنعت في الصين، ولكن تفرض حكومة بكين إجراءات مشددة بخصوص الفيروس التاجي وهذا يؤثر على سلسلة التوريد لشركات كثيرة ومنها آبل كما أن هذا الأمر أدى إلى إضعاف الطلب من قبل المستخدمين على أجهزة صانع الآي-فون.
وعلى النقيض تماما، بذلت حكومة الهند في السنوات الأخيرة سياسات محفزة لحمل الشركات العالمية مثل آبل وغيرها على التحول إليها وتحاول حكومة الهند الاستفادة من التوترات التجارية العالمية لجذب الشركات الغربية إليها.
لماذا لا يمكن الاعتماد على الهند
لدى آبل تقليد يمكن تسميته بثقافتها السرية، حيث تبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على سرية منتجاتها الجديدة مع شركائها في عملية التصنيع والتجميع. وبينما يبدو أنها أتقنت هذا الأمر في الصين، ستكون محاولة فرض إجراءات وضوابط صارمة مماثلة (مثل عزل المنشأة وتشديد الحراسة والإجراءات الأمنية المفرطة) لمنع أي تسريبات قد تحدث في بلد آخر أو قاعدة تصنيع ثانية أمرا في غاية الصعوبة.
علاوة على ذلك، تخشى آبل من قيام مسؤولي الجمارك الهنود بفتح الطرود للتحقق مما بداخلها وهذا يمكن أن يكون أحد الطرق المستخدمة لتسريب الأخبار عن منتجاتها الجديدة.
وعلى عكس الموردين في الصين الذين يحكمون قبضتهم على الموظفين بشكل قوي، عانى موردي آبل في الهند من أعمال شغب ومظاهرات بسبب ظروف العمل الغير آدمية التي فرضتها عليهم شركات التصنيع هناك.
هناك مشاكل أخرى يتعين على شركة آبل مواجهتها أيضًا، إذا كانت تريد حقًا أن تكون الهند مركز التصنيع الرئيسي الثاني لها حيث تسببت شحنات المكونات الناتجة عن عمليات الإغلاق في الصين في حدوث مشكلات لسلسلة التوريد مما يجعل إرسال المكونات إلى الهند مستحيلًا إذا لم تكن تلك الأجزاء جاهزة، كل هذا يصب في مصلحة الصين التي لن نراها قريبا تتنازل عن مكانتها باعتبارها مصنع العالم.
أخيرا، استحوذت الهند على حوالي 3.1٪ من قاعدة التصنيع العالمية لشركة آبل العام الماضي مقارنة بـ 1.3٪ في عام 2020 وتشير التقديرات إلى أن تلك النسبة سوف ترتفع ما بين 5٪ و 7٪ هذا العام 2022 ومع ذلك لا يزال لدى الصين حصة الأسد بنسبة 95.3٪.