تفسير الأحلام – إبن سيرين – الباب الحادي والعشرون :
قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله من رأى رجلا يعرفه دلت رؤياه على أنه يأخذ منه أو من شبيهه أو من سميه شيئا فإن رأى كأنه أخذ منه ما يستحب جوهره نال منه ما يؤمله فإن كان أهل الولاية ورأى كأنه أخذ منه قميصا جديدا فإنه يوليه فإن أخذ منه حبلا فإنه عهد فإن رأى كأنه أخذ منه ما لا يستحب جوهره أو نوعه فإنه ييأس منه ويقع بينهما عداوة وبغضاء ورؤيا الشيخ والكهل المجهولين تدل على جد صاحبها فإذا رآهما أو أحدهما ضعيفا فهو ضعف جده وإذا رآهما أو أحدهما قويا فهو قوة جده فإن رأى شابا كأنه تحول شيخا فإنه يصيب علما وأدبا فإن رأى كأنه أتبع شيخا أتبع خيرا وخصبا فإن رأى شيخا رستاقيا إتخذ صديقا غليظا
ومن رأى شيخا تركيا إتخذ صديقا فإن كان مسلما سلم من شره والشاب في التأويل عدو الرجل فإن كان أبيض فهو عدو مستور وإن كان أسود فهو عدو غني وإن كان أشقر فهو عدو شيخ وإن كان ديلميا فهو عدو أمين وإن كان رستاقيا فهو عدو فظ فإن كان قويا فهو شدة عداوته إن كان مجهولا وإن كان معروفا فهو بعينه فمن رأى أنه تبعه شاب فإنه عدو يظهر به فإن رأى شيخا أشرف عليه فإنه يمكنه من الخير وإن كان لخابا أشرف عليه فإنه عدو يتمكن منه لأنه علاه وإن رأى شيخا كأنه صار شابا فقد أختلف في تأويل رؤياه فقال بعضهم أنه يتجدد له سرور وقال بعضهم إنه يظهر في دينه أو دنياه نقص عظيم وقال بعضهم إنه يموت وقال بعضهم إن رؤياه تدل على حرصه لأن قلب الشيخ شاب على الحرص والأمن فإن رأى شابا مجهولا فإبغضه فإنه يظهر له عدو بغيض إلى الناس فإن أحبه فإنه يظهر له عدو محبوب فإن رأى جارية متزينة مسلمة سمع خبرا سارا من حيث لا يحتسب وإن كانت كافرة سمع خبرا سارا مع خنا فإن رأى جارية عابسة الوجه سمع خبرا وحشا فإن رأى جارية مهزولة أصابه هم وفقر فإن رأى جارية عريانة خسر في تجارته وأفتضح فيها فإن رأى أنه أصاب بكرا ملك ضيعة مغلة واتجر تجارة رابحة والجارية خير على قدر جمالها ولبسها وطيبها فإن كانت مستورة فإنه خير مستور مع دين فإن كانت متبرجة فإن الخير مشهور وإن كانت منتقبة فإن الخير ملتبس وإن كانت مكشوفة فإنه خير يشيع والناهد خير مرجو
ومن رأى امرأة حسناء دخلت داره نال سرورا وفرحا والمرأة الجميلة مال لا بقاء له لأن الجمال يتغير فإن رأى كأن امرأة شابة أقبلت عليه بوجهها أقبل أمره بعد الأدبار والمرأة العربية الادماء المجهولة الشابة المتزينة يطول وصف خيرها ونفعها في التأويل والسمينة من النساء في التأويل خصب السنة والمهزولة جدبها وأفضل النساء في التأويل العربيات الأدم والمجهولة منهن خير من المعروفة وأقوى والمتصنعات منهن في الزينة والهيئة أفضل من غيرهن وكل مواتاة العربيات والادم ومعاملتهن في التأويل خير بقدر مواتاتهن ولهن فضل على من سواهن من النساء وإذا رأت امرأة في منامها امرأة شابة فهي عدوة لها على أية حال رأتها وإذا رأت عجوزا فهي فهي جدتها وأما العجوز في دنياه فإن رآها متزينة مكشوفة نال دنياه مع بشارة عاجلة وإن رأها عابسة دلت على ذهاب الجاه لأجل الدنيا وإن رآها قبيحة انقلبت عليه الأمور وإن رآها عريانة فهي فضيحة وإن رآها متنقبة فإنه أمر مع ندامة فإن رأى كأن عجوزا دخلت داره أقبلت دنياه وأن رآها خرجت عن داره زالت عنه دنياه فإن لم تكن العجوز مسلمة فهي دنيا حرام فإن كانت مسلمة فهي دنيا حلال وإن كانت قبيحة فلا خير فيها والعجوز المجهولة في التأويل أقوى فإن رأت امرأة شابة في منامها كأنها قد تحولت عجوزا دلت على رؤياها على حسن دينها فإن رأى الرجل عجوزا لا تطاوعه وهو يهم بها في دنياه تتعذر عليه فإن طاوعته نال من الدنيا بقدر مطاوعتها وأما الصبي في التأويل فعدو ضعيف يظهر صداقة ثم يظهر عداوة فإن رأى رجل كأنه صار صبيا ذهبت مروءته إلا أن رؤياه تدل على الفرج من هم هو فيه فارأى كانه يحمل صبيا فإنه يدبر ملكا
ومن رأى كأنه يتعلم في الكتب القرآن أو الأدب فإنه يتوب من الذنوب
ومن رأى كانه ولد له جملة من الأولاد دلت رؤياه على هم لأن الأطفال لايمكن تربيتهم إلا بمقاساة الهموم وحكي أن ردلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن في حجري صبيا يصيح فقال اتق الله ولا تضرب بالعود وقيل من رأى له ولدا صغيرا وهو لا يخالط جسده فهو زيادة ينالها أو يغنم وقيل الصبيان الصغار يدلون على هموم يسيرة والصبية في المنام خصب وفرج ويسر بعد عسر ينمو ويزيد والوصيفة خير محدث فيه ثناء حسن وخير مرجو
ومن رأى كأنه اشترى غلاما أصابه هم ومن اشترى جارية أصاب خيرا وان رأى العبد غير البالغ كأنه قد أدرك الحلم فإنه يعتق فإن رأى كأنه أدرك وطرح عليه رداء أبيض فإنه يتزوج امرأة حرة وإن رأى كأنه طرح عليه رداء أسود فإنه يتزود مولاة وان رأى كأنه طرح عليه رداء أرجواني تزوج بامرأة شريفة الحسب فإن رأى الحر مثل هذه الرؤيا دلت رؤياه على أن ابنه يبلغ وإن رآها شيخ دلت رؤياه على موته وإن رآها مرتكب لمعصية خفية فإنه يفتضح
ومن رأى أنه أصاب ولدا بالغا فهو له عز وقوة وأمه أولى به في أحكام التأويل من أبيه وإذا رأت امرأة ذكرا أمرد فهو خير يأتيها على قدر حسنه أو قبحه وقيل من كان له ابن صغير ورأى انه قد صار رجلا دل على موته وقيل من كان من الصبيان قد أدرك ولحق بالرجال فإنه يدل على تقوية ومساعدة ومن الناس من يرى انه ولد له غلام وكانت امرأته حبلى فإنها تلد جارية ويرى أنها ولدت جارية فتلد غلاما وربما اختلفت الطبيعة في ذلك فيرى انه ولد له غلام فهو غلام أو يرى أنه ولد له جارية فيه جارية فسل عن ذلك الطبائع فإنها تخبرك وقيل الوصيف خير وحكي ان امرأة بمكة تقرأ القرآن رأت كأن حول الكعبة وصائف بأيديهن الريحان وعليهن معصفرات وكأنها قالت سبحان الله هذا حول الكعبة قيل لها ما علمت ان عبد العزيز بن أبي داود تزوج الليلة فانتبهت فإذا عبد العزيز بن أبي داود قد مات