لقد تحدثنا عن مشكلة جوجل مع تحديث أندرويد مرات عديدة. وليس نحن فقط بل هو حوار دائم في عالم التقنية وحتى أبل نفسها تتفاخر بانتشار تحديثات نظامها مقارنة بجوجل. ولكن هل فعلاً تقف جوجل ساكنة تماماً أمام هذا الموضوع ولا تحاول حله؟ بالطبع لا. فهناك عدة محاولات من جوجل على أصعدة مختلفة لتوصيل تحديثات أكثر وتقليل أهمية التحديثات التي لا تصل للمستخدم. فترى كيف كان التطبيق؟ وماذا يمكن أن تتعلم أبل منها؟
تجزيء النظام، وتحديثات عبر المتجر
قررت جوجل عبر مشروع Mainline الخاص بها عمل نقلة كبيرة في طريقة تحديث أندرويد (بداية من أندرويد 11). حيث جاري العمل لجعل نظام أندرويد مكوناً من أجزاء فتصبح الخصائص المعتادة مثل شكل النظام ومركز الإشعارات في جزء. وتصبح خصائص أخرى مثل التحديثات الأمنية وتلك المتعلقة بثبات النظام وتحديد المناطق الزمنية، أي باختصار كل ما لا يعمل الجهاز بدونه، في جزء آخر. وبعد هذا يأتي دور متجر جوجل بلاي المخصص عادة للبرامج. حيث تقوم جوجل بإرسال هذه التحديثات عبره دون الحاجة إلى تحديث النظام بأكلمه أو الحاجة لعمل تعديلات من قبل مصنعي الهواتف مثل سامسونج أو LG.
كما أعلنت جوجل قبلاً عن مشروع Treble وهو للاتفاق مع مصنعي الأجهزة لعمل شريحة خاصة في الأجهزة لتساعد في تسريع التحديثات للنظام لهواتف معينة. وبالفعل ساعد هذا قليلاً حيث كان تبني نظام أندرويد 10 أسرع نوعاً ما من سابقيه. وهو يعمل على 22% من أجهزة أندرويد الآن.
أدوات للمطورين و Jetpack
يعتبر مطوروا البرامج الأداة الأساسية لنجاح أو فشل أي نظام تشغيل. ولهذا تهتم بهم أبل بالشكل الذي نراه سنوياً. ولكن مع أن جوجل لا تقوم بعمل أدوات عملاقة واستعراضية مثل أبل فهي تحاول صنع أدوات لتقوم بتعديل اتجاه نظامها. فمطوروا أبل يمكنهم ببساطة البرمجة للأجهزة بداية من iOS 12 أو 10. وهي أنظمة تشغيل حديثة نسبياً لكنها تدعم أجهزة يرجع تاريخ إصدارها لسنوات. لذا لا مشكلة كبيرة في تصميم التطبيق والقوائم ولا تعارض في أدونات الأمان وما شابه. وستصل التطبيقات للغالبية العظمى من المستخدمين. أما فعل هذا مع أندرويد وعمل برنامج ليعمل على أندرويد 9 أو 10 على الأقل مثلاً هو بمثابة مخاطرة عملاقة للمطور فنسبة قليلة من الأجهزة تحمل هذه الإصدارات.
حل جوجل لهذا هو مجموعة مكتبات برمجية تسمى Jetpack. وهي تحتوي على تعليمات وأدوات تسمح للمطورين بإنشاء تطبيقات تعمل على عدة إصدارات من أندرويد. دون الحاجة لتعديل الكود خصيصاً لكل نظام أو عمل طرق مختلفة لأذون الوصول للكاميرا والمايكروفون وغيرها من عتاد الهاتف، وهي أشياء متغيرة بشكل مستمر مع أندرويد.
تحديثات أقل أهمية للنظام
يبدو أن جوجل تعتمد على كلمة مفتاحية يتم تداولها الآن في الأوساط التقنية. وهي أن أندرويد هو نظام تشغيل “بالغ”. بمعنى أنه لا يحتاج لتغييرات جذرية بعد الآن أو ميزات كبيرة. لذا يمكن أن تكون تحديثات النظام بسيطة. كما هو الحال مع أندرويد 11. فهو لم يأت بالكثير (غير تجزئة النظام) ولن يفتقده الكثير إن لم يحصلوا عليه. وبما أن تحديثات الأمان تأتي كثير منها عبر المتجر فلا مشكلة.
ولكن هل يعتبر هذا حلاً جيداً فعلاً؟ فلابد من تحديث كل فترة يجلب معه تغييرات جديدة يهتم بها المستخدم فعلاً. وسيكون عليه إما شراء هاتف جديد للحصول عليها أو انتظار شهور طويلة بعد التحديث الرسمي كي يصله، بفرض أنه يمتلك أحدث جهاز ومن شركات معينة مثل سامسونج أو OnePlus.
جوجل تستثمر في تطبيقاتها
ناحية أخرى لموضوع تقليل أهمية التحديثات، فجوجل تضع الجزء الأكبر من مواردها في تطوير برامجها الخاصة مثل Drive وصور جوجل وGmail. وهذه التطبيقات تمثل ركائز النظام التي تحاول الشركة بناءه. ويمكنها بالطبع إرسال جميع هذه التحديثات عبر Play Store دون الحاجة إلى عمل تحديثات للنظام لتحديث التطبيقات جميعاً كما تفعل أبل.
ماذا عن أبل؟
أنا شخصياً أفضل طريقة أبل في التحديث. وأريد شراء جهاز والحصول على تحديثات مستمرة لعدة سنوات. ولكن هناك أجزاء تروق لي في طريقة جوجل. مثل فصل تحديثات التطبيقات عن تحديثات النظام. ربما يسهل هذا على أبل إصلاح أي مشاكل في التطبيقات دون الحاجة إلى إرسال تحديث كامل. أو ربما ببساطة يتم تحديث التطبيقات بالميزات الجديدة التي تضيفها أبل بشكل أسرع ثم يتم وضعها في متجر التطبيقات كي لا ينتظر المستخدم تحديثاً سنوياً، خصوصاً مع خدمات منفصلة مثل التلفاز. فقد يريد المستخدم تحديثات مستمرة دون انتظار يوم سنوي.
كما يقودنا هذا لفكرة أخرى وهي عمل تحديثات أصغر للنظام على مدى السنة. فتقوم الشركة بإصدار تحديثات صغيرة على مدى السنة تحتوي على تحسينات مستمرة وصغيرة. فيعرفها المستخدم ويقوم باستخدامها. بدلاً من الوضع الحالي الذي يتم فيه عمل تحديث كبير واحد سنوياً يحتوي على أكثر من 200 تغيير. وقد تعبر نصف هذه التغييرات على المستخدم عبور الكرام وقد لا يكتشف وجودها حتى سنة أو سنتين بعد حصوله عليها.
ما رأيك في طريقة جوجل لإصلاح تحديثات النظام؟ وهل تعتقد أن أبل عليها اقتراض بعضها؟