خمسة زبادي قليل الدسم ببلاش لو سمحت

 

 

هل من المنطق أن تطرق باب شركة المراعي مثلًا وتقول: أبي خمسة زبادي قليل الدسم ولتر حليب وببلاش من فضلكم عشان آخذها! طيب ماذا عن الموظفين وطاقم العمل؟ ما غداؤهم لو أخذت حليبهم وجهدهم بدون مقابل مادي أو خدمي؟!

خمسة زبادي قليل الدسم ببلاش لو سمحت

يحزنني أن أجد من يعلق في موقع آي-فون إسلام (وهو موقع لشركة تطوير محترفة ومهتمة جدًا بعميلها المستخدم العربي) أو عند أي مطور فيقول: ليش ما تنزلون تطبيقاتكم ببلاش عشان نحملها؟! تريد أن تحملها؟ قم بشرائها! فالشركة تعبت فيها وتريد أن تدفع حق الموظفين كأي شركة.

غالبًا شركات التطبيقات الأجنبية تجد من يموّلها أو يدعمها فتستمر وتعطي، وربما -من شدة البذخ- تعطي العميل ما لديها بشكل مجاني تمامًا لأنها تضمن جهة تمولها فتمشي أمورها المادية بشكل كامل. لكن شركات تطوير التطبيقات العربية مضطرة لوضع إعلانات مخجلة لتمويل المشروع، وهكذا تربح الشركة ممن اشترى راحة باله بـ99 سنتًا، وتربح قيمة الإعلان ممن يبلع الهم ويطالع الإعلانات.

وإن لم تضع الشركة إعلانات فإنها لن تتعدى إحدى هذه الخيارات:
● إما أن يكون التطبيق مجانيًا غير ربحي (خيري وله مموّل).
● وإما أن يكون مجانيًا مدفوع المحتوى.
● وإما أن يكون مدفوعًا من البداية.

والنوع الأخير هذا هو دائمًا سبب غضب المستخدمين لأنه يطلب منهم -بصراحة وبدون تقديم خدمات مسبقة- الشراء مرة واحدة للاستمتاع بكافة الخدمات إلى الأبد.

وهنا تتضح لنا مشكلة موجودة في عدد لا يستهان به من المستخدمين العرب وهي:
احتقار وظيفة المطور واعتباره يعمل كهاوٍ يستحق التشجيع -إن أراد أو دعت الحاجة لذلك- ولا مزيد! ولا يرى أن هناك داعٍ لتقديم مقابلٍ للخدمات التي قضى المطور وقته في برمجتها ضبطها وإعدادها.

مع الأسف وعلى الرغم من أننا في عصر تجري فيه التقنية تسبق الفكرة أحيانًا، ما زالت هناك فئة تعتبر أي عمل حاسوبي غير ملموس (كالبرمجة والرسم الرقمي وإنشاء البحوث والترجمة وتصميم الهويات والشعارات والعروض) لا يستحق ثمنه! ولو قلت لأحد من هذه الفئة: هذا مطور وهذه صنعته! يشتغل ويأكل غداءه من وراء التطبيق هذا.

يقول: فيه غبي غيري بيشتري تطبيقه.. أنا ذكي وباحصل على تطبيق بنفس المميزات مجانًا من مطور ثاني (والمقصود هنا غالبًا مطور أجنبي).

وهكذا صار جمهور التطبيقات العربية قليلًا جدًا.

* فمجموعة هجرت سوق التطبيقات العربي بسبب التطبيقات المدفوعة. وكون التطبيقات مدفوعة هو أمر طبيعي؛ ليتغدى المبرمج كما الخباز الذي لو تقول له “عطني رغيف ببلاش” سيرفض لأنه سيغدي عياله من وراء شغله.

* ومجموعة هجرته بحثًا عن الشغل الاحترافي المفقود إلى حد ما في هذه المتاجر. وكون غالب التطبيقات تتصف بضعف الجودة هو أمر طبيعي؛ لأن الشغل الاحترافي يأخذ وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا، ووقت وجهد المطور -كأي موظف- مدفوعان. وإن لم يعد على المطور أموال من وراء تضييع وقته وجهده سيترك السوق للهواة الذين يشتغلون بوقت قليل وجهد بسيط بهدف التجربة وتقطيع الوقت دون قصد مادي، فتنتج أعمال غير احترافية تملأ ساحة المتجر!

* أما الباقون من جمهور السوق العربية -والحمد لله على وجودهم- مقدرون لمال ووقت وجهد المطورين ويسعون لدعمهم؛ لنكون -كأي متحدثي لغة طبيعين- نملك متجر تطبيقات يغطي احتياجاتنا ويحقق رغباتنا، من صنع وبرمجة وتطوير أبناء اللغة الذين يشاركوننا نفس الاحتياجات.

من أجل ذلك:
#أنا_أدعم_المطور_العربي

شهْد العصيمي
@iShahds

رسالة نشرتها شهْد العصيمي على حسابها في تويتر وقد وجدنا أنه من المفيد نقلها هنا لنتناقش حولها، هل تظن أن كلام شهْد منطقي؟

شاهد أيضاً

من iPhoneIslam.com، لقطة مقربة لزاوية هاتف آي فون 16 الأنيقة تظهر فيها ثلاث عدسات كاميرا مع تحسينات الكاميرا ولمسة نهائية معدنية على خلفية سوداء.

تشكيلة آي-فون 16 تقدم موجة كبيرة من تحسينات الكاميرا

ستقدم تشكيلة آي-فون 16 مجموعة كبيرة من التحسينات والميزات الجديدة في نظام الكاميرا، وفقًا لما ذكره موقع …