آبل وفيسبوك مثل الأهلي والزمالك وريال مدريد وبرشلونة، في عداوة ومنافسة مستمرة وقديمة واحتدمت المنافسة بين الشركتين عندما أطلقت آبل ميزة شفافية تتبع التطبيقات والتي سوف تُجبر التطبيقات على طلب الإذن من المستخدم قبل تتبعه. وهذا أثر بالسلب على الإيرادات التي تجنيها فيسبوك عبر شبكة الإعلانات الخاصة بها، ومع ذلك يبدو أن الصراع بين فيسبوك وآبل لم يكن دائما هكذا. وأنهما في يوم ما كانا صديقين مقربين بل وأراد المسؤولون التنفيذيون في شركة آبل بناء أعمال مع فيسبوك، تابع القراءة لنتعرف على المحادثات السرية التي كانت من الممكن أن تمنع حرب آبل ضد فيسبوك.
المحادثات السرية بين آبل وفيسبوك
كشف تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، أن خلال السنوات التي سبقت إطلاق ميزة شفافية تتبع التطبيقات، حاولت آبل التعاون والعمل مع الشبكة الاجتماعية فيسبوك وعقد صفقات من شأنها أن تسمح لصانع الآي-فون بالحصول على قطعة من كعكة فيسبوك أو بشكل أوضح الحصول على شريحة من العائدات الخاصة بالشبكة الاجتماعية.
كانت إحدى الأفكار التي تم مناقشتها بين آبل وفيسبوك (ميتا حاليا) هي إنشاء نسخة من الفيسبوك لمستخدمي الآي-فون تكون خالية من الإعلانات مقابل اشتراك شهري. أصرت آبل على أن يكون الاشتراك الشهري من خلال نظام الدفع الخاص بمتجرها من أجل الحصول على عمولتها البالغة 30٪ من إجمالي الإيرادات.
بداية النهاية
بالطبع عندما تحاول شركتان الهم الأول لهما جني الأرباح مثل آبل وفيسبوك الدخول في مناقشات، تصبح المفاوضات صعبة ومعقدة لأن كل كيان يبحث عن أي طريقة من أجل الحصول على أكبر قدر من الدولارات.
ولهذا حدث صدام وتنازع حول ما إذا كان يجب على شركة آبل الحصول على جزء من الأموال الناتجة عن الإعلانات الممولة على فيسبوك حيث يرى الأخير أن آبل لا يحق لها الحصول على عائدات من تلك الإعلانات على الشبكة الاجتماعية لأنها قادمة بدون مساعدة أو تدخل من آبل. كما أن الشركات الصغيرة والناشئة هي الأكثر استخدامها لها من أجل الوصول للمزيد من العملاء بالإضافة إلى أن صانع الآي-فون لا يأخذ أموالاً من الإعلانات التي يقوم بها المطورون.
من ناحية أخرى، اعتبرت شركة آبل أن الأموال الناتجة عن الإعلانات الممولة هي إيرادات داخل التطبيق يجب أن تكون قادرة على تحصيل العمولة منها وبعد نقاش طويل، تم الاتفاق في النهاية على أنه يجب على الشركتين قطع المفاوضات.
في الوقت الذي انتهت فيه المحادثات، كان فيسبوك يعمل على تغييرات لتعزيز الخصوصية على الموقع. لكن المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج قرر حينئذ تأجيل إجراء تغييرات لصالح خصوصية المستخدم من أجل الحفاظ على شبكة الإعلانات التي يمتلكها فيسبوك والتي يحصل من خلالها على مليارات الدولارات سنويا.
وبمجرد سريان العمل بشفافية تتبع التطبيقات، اختار 37٪ فقط من مستخدمي الآي-فون والآي-باد الاستمرار في تتبعهم (63% اختاروا عدم التتبع) وفي هذا الوقت خسر فيسبوك وسناب شات ويوتيوب وتويتر معا حوالي 17.8 مليار دولار من الإعلانات في هذا العام. بفضل ميزة تتبع الشفافية، وخلال معركتها مع آبل، انخفضت القيمة السوقية لشركة ميتا (الشركة الأم لفيسبوك) بمقدار 600 مليار دولار العام الماضي.
كما أعلنت عن أول انخفاض سنوي لها إطلاقا في الإيرادات الفصلية وكل هذا لأن آبل وفيسبوك يتحركان في اتجاهين مختلفين يتعلقان بخصوصية المستخدم. الأول يحرص على مصلحته التي تكمن في حماية خصوصية المستخدمين. أما الثاني فيحرص على انتهاك الخصوصية وتتبع المستخدمين لأنه يدير شبكة إعلانات تعتمد على تلك البيانات من أجل إعلانات دقيقة ومستهدفة.
رد آبل
قال متحدث باسم شركة آبل “نلتقي يوميًا ونتعاون مع مطورين من جميع الأحجام لتقديم الاقتراحات ومعالجة المخاوف ومساعدتهم على الاستمرار في تنمية أعمالهم”.
وأضاف “القواعد الخاصة بمطوري التطبيقات مثل فيسبوك يتم الالتزام بها بشكل متساو على جميع المطورين لأننا نعتقد أن التنفيذ العادل ينتج عنه أفضل تجربة للمستخدم. كما لا توجد صلة بين أي مناقشات للشراكات وتغييرات في عملية تتبع الإعلانات التي تم تنفيذها لاحقًا”.
في نهاية المطاف، لا شيء ثابت في السياسة والتجارة، تارة تجد الشركتين في وفاق وتارة أخرى يحاولون التخلص من بعضهما البعض. وبمجرد تقديم آبل ميزات الخصوصية لمستخدميها، حاول فيسبوك تشويه سمعة وصورة آبل، عبر إعلانات تقليدية في أشهر الصحف. كما أنه حاول أن يجعل من نفسه روبن هود الشركات الصغيرة حتى يدعموه في حربه ضد آبل التي تتقدم بخطى ثابتة للأمام دون أي مشكلة.