لم تكن مهتمة في البداية بالبيئة لكنها قررت أن تكون كذلك وهذا الأمر جعلها تتقن عملية إعادة التدوير ليس فقط لصالح البيئة ولكن لصالح مكاسبها حيث تمكنت من نقل هذا المفهوم على التكنولوجيا الخاصة بها لتقديم منتجات رائعة بميزات مذهلة ولنتعرف خلال السطور التالية على كيف تمادت آبل في إعادة تدوير تقنياتها.
آبل واللون الأخضر
بسبب الأداء الضعيف في القضايا البيئية، دائما ما يتم استدعاء آبل كثيرا من قبل منظمة غرينبيس Greenpeace العالمية التي تهتم بالبيئة وتحرص على حمايتها، ولكن كل شيء تغير الآن في أبل التي باتت حريصة على جعل منتجاتها صديقة للبيئة ولهذا سوف تجد في كل مؤتمر وعلى موقعها الرسمي كيف صنعت منتجاتها من مواد معاد تدويرها وتغليف من ألياف الخشب وكفاءة في استهلاك الطاقة وبرنامج للحد من النفايات فضلا عن خطتها لإطلاق منتجات بلا أثر كربوني بحلول 2030.
وفي السنوات الأخيرة أصبحت أبل خبيرة في نوع مختلف من إعادة التدوير، لقد وجدت الشركة طريقة تتيح لك دمج المكونات الخاصة بمنتجاتها في بعضها البعض لتقديم ميزات جديدة أو لجعلها تعمل بشكل أكثر كفاءة وقوة على غرار وحش فرانكشتاين (قصة خيالية تحكي قصة مسخ تم صنعه عبر مجموعة أجزاء من البشر) وهكذا تستخدم أبل هذه الطريقة العبقرية مرارًا وتكرارًا في منتجات مختلفة.
المثال الأكثر وضوحًا في هذه الفترة هي شاشة Studio Display التي تحتوي على نفس نظام الكاميرا الموجود في كل طراز من طرازات الآيباد الحالية ولديها معالج A13 مثل العديد من أجهزة الآيفون والآيباد ولا تقتصر عملية إعادة التدوير على الألمنيوم الموجود في الشاشة الذي تمت إعادة تدويره بنسبة 100% فقط ولكن معظم تقنيات الشاشة هي الأخرى معاد تدويرها!
سر الصناعة
إذا كنت مكان آبل وترغب ببناء شاشة 5K مستقلة من البداية، فهل تستطيع صنع منتجًا مثل Studio Display؟ الإجابة لا، لماذا؟ لأن عملية تضمين نظام هاتف ذكي كامل على شريحة بسعة تخزين تبلغ 64 جيجابايت في شاشة مستقلة كما لو كانت جهاز آي-فون مسألة صعبة.
لكن أبل تمكنت من ذلك، لأنها لا تبني منتجاتها من الصفر، بدلا من ذلك، تستخدم التكنولوجيا المتوفرة لديها لبناء ما هو مطلوب، حيث أن المكونات المخصصة من أجل صنع أجهزة الآيفون والآيباد، تكون قادرة على استخدامها في صنع أجهزة ومنتجات أخرى دون مشكلة.
إليك مثال أكثر إيضاحا، هل تتذكر أجهزة الماك التي تعمل بمعالجات إنتل قامت أبل بإضافة شريحة الأمان T2 إليها، في الواقع تلك الشريحة كانت أحد المعالجات الخاصة بسلسلة أبل سيليكون التي كانت تعمل عليها الشركة لكنها لم تصل للمرحلة التي تجعلها قادرة على الاستغناء بالكامل عن معالجات إنتل.
ومع ذلك، كانت آبل قادرة على استخدام معالجها الخاص وإعادة استخدام مجموعة من المستشعرات والوظائف الخاصة بنظام تشغيل الآي-فون لجعل أجهزة الماك تعمل بشكل أفضل.
لفترة من الوقت، قامت الشركة بإعادة تدوير تقنيتها بين أجهزة الآي-فون والآي-باد إلى أن جاء موعد كشف النقاب عن شرائحها الخاصة (سلسلة M1) والتي أوصلتها إلى مستوى جديد تمامًا وما يميز تلك المعالجات أنها متعددة الأغراض ولهذا سوف تجدها في أجهزة الماك والآي-باد وماك ستوديو.
آبل وإعادة تدوير تقنياتها
هل تقصد بطريقة أبل التي تُركز فيها على إعادة التدوير بأن الشركة تقوم بتصنيع منتجات رخيصة؟ هناك حقيقة واضحة وهي أن تصميم الأجهزة المخصصة يعد أمرًا مكلفًا كما أن آبل لا تصنع أي منتجات رخيصة ومنتجاتها هي الأفضل والأطول عمراً ولكنها وصلت لمرحلة باتت فيه قادرة على تدوير تقنياتها والمكونات الخاصة بها وتطويعها للاستخدام في منتجات كثيرة وفي المقابل، هناك اتحاد من قبل منافسيها للعمل معا وتجميع المكونات المتاحة على نطاق واسع لصنع أجهزتهم ومع ذلك، يجب القول بأن أبل أخذت شغفها بإعادة التدوير بعيدًا جدًا وتوضح شاشة ستوديو ديسبلاي كيف أن ميل الشركة لإعادة تدوير تقنياتها قد لا يكون دائمًا الخيار الأفضل.
كيف ذلك، ليس هناك شك في أن شاشة ستوديو هي منتج ذكي وذلك بفضل تدعيمها بالكثير من التقنيات الخاصة لآبل ولكن أشارت العديد من المراجعات إلى الجودة الرديئة لكاميرا الويب والتي كانت أسوأ من كاميرا FaceTime الخاصة بالآي-باد بالرغم من أنها نفس الأجهزة والبرامج.
أيضا، شاشة ستوديو الجديدة عبارة عن كمبيوتر يعمل بنظام iOS مع سعة تخزين 64 جيجابايت وشريحة قادرة على تشغيل جهاز الماك والآي-باد والآي-فون، هذا يعني أنك سوف تواجه المشاكل المعتادة التي تحدث لأي جهاز كمبيوتر مثل تباطؤ الأداء والتهنيج والتوقف المفاجئ و kernel panics (إجراء أمان يتم اتخاذه بواسطة نواة نظام التشغيل عند اكتشاف خطأ داخلي فادح) وغيرها من الأخطاء الأخرى الشائعة علاوة على ذلك، بما أن الشاشة تعمل بنظام تشغيل iOS، هذا يعني أنها سوف تحتاج إلى تحديثات البرامج الخاصة به وأحيانًا إلى إعادة التشغيل، هذا يعني أن Studio Display ما هي إلا جهاز آي-فون بشاشة قياس 27 بوصة.