في الأسبوع الماضي، كشفت شركة أبل النقاب عن أجهزة AirTag لتتبع الموقع والتي يمكن أن تساعد في العثور على مفاتيحك أو محفظتك في أي مكان، منذ ذلك الحين، تم اختبار الأجهزة، التي يبلغ قطرها الربع تقريبا، وأشاد بها الكثير من المختصين ولكن هناك خلل بأداة AirTag من وجهة نظر البعض والذي قد يعرض العديد للخطر وخاصة مستخدمي الأندرويد.
ما القصة
غالبا ما تأتي التكنولوجيا بعواقب غير مقصودة، وهذا ما أوضحه ممثلون من الشبكة الوطنية لإنهاء العنف المنزلي (NNEDV)، وهي منظمة غير ربحية رائدة تهدف إلى إنهاء العنف ضد المرأة.
يقول ممثلو المنظمة أنه على الرغم من أن أدوات التتبع AirTag هي منتج رخيص وسهل الاستخدام للعثور على عنصر مفقود، إلا أنها تعد أيضا أداة مراقبة مقلقة يمكن أن يستخدمها المعتدي لتتبع شريكه سرا، يحتاج AirTag ببساطة إلى وضعه في حقيبة شخص ما أو جيب سترته لتتبع المكان الذي يذهب إليه بالضبط.
تقول إيريكا أولسن، مديرة مشروع شبكة الأمان في NNEDV “عندما يحاول الشريك ترك شخص مسيء، أو يخطط للهرب منه، يمكن أن يكون ذلك من أخطر الأوقات التي يمكن أن تتصاعد فيها المطاردة والاعتداءات”.
وأضافت “لذلك من المهم للغاية إذا كان الناس يخططون لترك شخص مسيء، فيجب أن يكونوا قادرين على فعل ذلك دون أن يتعقبهم الشخص المسيء ويجدهم، من المؤكد أن استخدام الشخص السيء أي نوع من منتجات [التتبع] يكون مصدر قلق لشريكه”.
أدوات التتبع من أبل
تعمل AirTags من خلال شبكة Find My التابعة لأبل، تسمح الشبكة بتحديد موقع ما يقرب من مليار جهاز نشط من أجهزة الشركة، بما في ذلك أجهزة الآي-فون والماك.
تدعي شركة أبل أنها تثبط أي محاولة للتعقب عن طريق اخطار مستخدم الآي-فون إذا تم وضع أداة AirTag لشخص آخر في أغراضه، وبعد ثلاثة أيام تقوم الأداة بإطلاق صوت قوي لتنبيه المستخدم.
وقال متحدث باسم أبل “نحن نأخذ سلامة مستخدمينا على محمل الجد ونلتزم بخصوصية وأمن AirTag التي تم تصميمها بمجموعة من الميزات الاستباقية لتثبيط التتبع غير المرغوب فيه – وهو الأول من نوعه – وتتضمن شبكة Find My نظاما ذكيا وقابل للضبط مع وسائل ردع تنطبق على AirTag، بالإضافة إلى جزء منتجات الجهات الخارجية من Find My، وهكذا نحن نرفع مستوى الخصوصية لمستخدمينا، ونأمل أن تحذو الشركات الأخرى حذونا.
ومع ذلك، رفضت أبل الإجابة على أسئلة مثل ما إذا كانت الشركة قد استشارت منظمات العنف المنزلي عند تصميم AirTag بإعتبارها عضو في المجالس الاستشارية لشركات مثل فيسبوك وتويتر وسناب شات وأوبر كما تم استشارتها من قبل في منتجات تابعة لأبل وجوجل.
أيضا من ضمن الأسئلة التي رفضت أبل الإجابة عنها، لماذا لم تقدم الشركة ميزات الحماية الكاملة في AirTag لمستخدمي الأندرويد، حيث يمكن استغلال أدوات التتبع لأبل من قبل المعتدون لمضايقة الأشخاص المقربين منهم.
مستخدمي الأندرويد
قامت أبل ببناء بعض الحماية في هذا النظام لمستخدميها، إذا كنت من مستخدمي الآي-فون، ووضع شخص ما أداة AirTag بأحد أغراضك لتتبع، فسينبهك جهاز الآي-فون في إلى أنه تم العثور على أداة AirTag ليست ملكك “تتحرك معك”
لم توضح أبل مدى سرعة أو تكرار وصول هذا التنبيه، لكنها أفادت بأنه سيحدث عند وصولك إلى أو في مواقع أخرى معينة يعرفها هاتفك كنت تتردد عليها مع مرور الوقت.
أما إذا كنت من مستخدمي الأندرويد- لاحظ أنهم يشكلون 87٪ من حصة سوق الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم اعتبارا من عام 2019 – فليس لديك حماية إشعارات شبكة أبل، بدلا من ذلك، فإن AirTag التي لم يتم إقرانها بجهاز آي-فون ستصدر صوتا بعد ثلاثة أيام، لذلك إذا كنت من مستخدمي الأندرويد الذين يعيشون مع أحد مستخدمي الآي-فون وقد تم وضع أداة AirTag عليك، فستعرف في غضون 72 ساعة.
هذا جزء من إستراتيجية أبل الأكبر المعروف بإسم “حديقتها المسورة” والتي تعني أن مستخدمي الأندرويد يظهرون كفقاعات خضراء من الدرجة الثانية في تطبيق iMessages، أو لا يمكنهم الاتصال بمكالمات FaceTime.
وهذه الميزات التي توفرها أبل لمستخدميها، تُبقيهم في نظامها البيئي، ويدفعون الأموال من أجل أن يكونوا جزءا من الإيكو سيستم الخاص بالشركة، ولكن مع AirTag، يمكن تتبع كل مستخدم أندرويد بشكل سري بواسطة أداة التعقب تلك لفترة أطول من مستخدم الآي-فون.
لذلك يمكن للمسيئين الذين يعيشون مع شركاء يستخدمون هواتف أندرويد أن يقترنوا باستمرار ويعيدوا إقران أداة AirTag بحيث لا تُصدر تنبيها، وهي مشكلة جوهرية في تصميم AirTag قد لا تستطيع أبل إصلاحها على الإطلاق.
وجهة نظر
كان بإمكان أبل الدخول في شراكة مع جوجل لتطوير معيار مشترك (كما فعلوا في تطبيقات تتبع جهات الاتصال من أجل جائحة كورونا) بحيث تقدم irTags نفس الحماية للجميع وهذا سيسمح لمستخدمي الأندرويد بالحصول على نفس ميزات الحماية ضد AirTag كما هو متاح لمستخدمي الآي-فون ولكن هيهات.